صفحة:مرآة الحسناء.pdf/50

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٦
قافية الباء


كانما معهدُ الطاغوت عندكُمُ
فما نطقتم بغير المينِ والكذبِ
فلا صديقٌ لكم غيرُ النضارِ ولا
خلٌ سوى الفضةِ البيضاء والنشبِ
ولا وفاءٌ ولا عهدٌ ولا ذممٌ
ولا حنوٌ ولا عونٌ لمنتكبِ
لم تحسنوا غير تعبيس الوجوه فلا
انسٌ لديكم ولا بشرٌ لمرتقبِ
ولم تمدُّوا يدًا للغوثِ ان قُصِدت
حتى تعودَ لكم بالنهبِ والسلَبِ
هيهاتِ ما العربُ تهوى ذي الطباع فلا
تزروا بهم كازدراء الشوك بالرطبِ
تادبوا كلما للعُربِ عنَّ لكم
تذكرٌ يا بني حمالة الحطبِ
العرب قد ملكوا الدنيا وقد فتحوا
كل المناطقِ من قطبٍ الى قطُبِ
وقد تعالوا وسادوا وارتقوا وسطوا
وارسلوا فخرهم يعدو على السحبِ
وهاك آثارهم بالفوز شاهدةً
ما بينكم واذا غابوا فلم تغبِ
فما فضائلكم بالارض نحسبها
غير الحروبِ ودفعِ الناسِ في الحرَبِ
تباركَ اللهُ انَّ الشرق همّ الى
راسِ المدارِ وهمَّ الغربُ للذنبِ
وقال
نفسٌ وقلبٌ ذي تحبُّ وذا يجبْ
من عاشقٍ لم يدعُ غيركِ او يجبْ
يا كوكب الحسن الذي طول المدى
ارعاهُ في افق الغرامِ وارتقبْ
حسنٌ عليكِ تغار من انوارِ
شمس الضحى والبدر منهُ يعتجبْ
ان كنت انت من الدُّمى صنم الهوى
فعلى هياكل مهجتي هو منتصبْ
عذبٌ على قلبي السجود لديكِ في
قدس الجوى قسمًا بذاك المحتجبْ
لكِ في الحديثِ تبسمٌ يسطو على
برقِ السماءِ ببرقِ ظرفٍ لم يغبْ