صفحة:مرآة الحسناء.pdf/350

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٣٤٦

وقال جناب الشيخ بكري أفندي زهري
أشروق بدر الشرق في اللألاءِ
أم ذا سناءُ الغيد في الشهباءِ
أم ظبي أنسٍ زار يومًا صبهُ
أم ذا سعود مطالع الظرفاءِ
أم تلك أنوار التي من جيدها
طلع الصباح بغرةٍ بيضاءِ
هي بكر فكر الشاعر الشهم الذي
بالفضل أفحم زمرة البلغاءِ
هو بحر علمٍ والمعارف موجهُ
والدر منهُ فرائد الإنشاءِ
هو بدر فضلٍ والمكارم نجمهُ
من يحصِ عد النجم في الأضواءِ
هو ابن مراش الذي ساد الملا
ورقى العلا بمنازل السعداءِ
هل من يرى الشمس المنيرة قائلًا
ما مثل تلك الليلة الظلماءِ
إلا الذي عميتْ بصيرة قلبهِ
حسدًا يكابد خبطة العشواءِ
شهدت له الأعداءُ بالفضل الذي
بلغ العلا فيهِ على النظراءِ
هو شاعر الدنيا بديع زمانها
إنسان عين خلاصة الفصحاءِ
فلهُ من الشعر الحلال قصائدٌ
كقلائدٍ نظمتْ من الجوزاءِ
ولهُ التصانيف التي طويت لها
كتب الفحول السادة العلماءِ
ولهُ المقاطيع التي من سجعها
سجعتْ لها الورقاءُ بالورقاءِ
ولهُ الروايات التي كانت لنا
أصفى مساغًا من زلال الماءِ
ولهُ من الأمثال والحكم التي
كانت لنا كحدائق الأدباءِ