صفحة:مرآة الحسناء.pdf/338

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣٣٦

هكذا الكون دائرٌ وعليهِ
كلنا دائرون نرعى الزوالا
وجميع الورى على الخطب تحيا
قوَّة والقوى ترى الأفعالا
فوبالٌ على الخبير إذا صا
دف حظًّا فراحَ ينعمُ بالا
وحياة الإنسان أكثرها نو
مٌ وباقي الحياة يحكي الخيالا
ولقدر الشباب لا يدرك الإنسا م
ن إلا إذا المشيب تلالا
نِعمٌ تغمر الفتى فيراها
نقمًا إذ يدافع الإقبالا
لا يفوز الفتى بلذة عيشٍ
إن يكن فيهِ راح يرجو المحالا
قلَّ من في الورى يحب علومًا
وكثيرٌ من يعشق الأموالا
وأخو الجهل ينتقي أضعف الأقوا
لِ مما يصغاهُ والأقوى لا
أبطل الدهر دولة العلم قهرًا
هكذا الدهر يقهر الأبطالا
ورمت بالأركاس فرس المعاصي
بابل الفضل فاكتست بلبالا
إن وددت الثراءَ يومًا فهل لي
من ودادي لهُ سوى أن أعالا
ويصمُّ الإناءُ ما زاد ملأً
ويضنْ الغنيُّ ما زاد مالا
فإذا ما هويت علمًا فإني
قد هويت الجمال والإجمالا
دفع الدهر كل صاحب عقلٍ
واسترد البغاة والجهالا
لا أبالي إذا الجهول علاني
إنما الصخرُ يحقر الأوعالا
هل أقاوي قرم القضاءِ إذا أَوْ
قَعَ فيَّ الأرزاءَ والأرزالا
ولدى سطوة القضا ماجت الأر
ض ارتياعًا وزلزلت زلزالا