صفحة:مرآة الحسناء.pdf/333

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣٣١

بروحيَ أفديها مهاةً وبانةً
تميل فكم أسرى وترنو فكم قتيلا
سبت منيَ الأحشاءَ قامتها وقد
رمت كبدي الحراءَ مقلتها الكحلا
تجلى على طور النهى حسنها الذي
بأنوارهِ يهدي المحب إذا ضلا
يحقُّ انكساري بالغرام وذلتي
لديها فإني لم أعاين لها مثلا
أحاطت بكل الحسن طلعتها فقد
أرتنيَ كيف الجزءُ يستغرق الكلا
أتتني بذيل التيهِ رافلةً وقد
جلت قمرًا في برج قلبيَ قد حلا
فقلت لها أهلًا وسهلًا بغادةٍ
لها الشمس والأقمار قد أصبحت أهلا
فقالت وهل يا صب قلبك كَلَّ عن
تحمل هذا الحب قلت لها كلا
إذا لم يكن لي من وصالك مسعفٌ
على حمليَ الأوصاب لم أستطع حملا
وما ذلك الشيءُ الذي يقدر الفتى
بهِ أن ينال الفوز والعون قد ولَّى
وقال من الجناس المهمل
أودعهم والدمع هامٍ كهاطلٍ
وكل وداعٍ كل دمعٍ لهُ سالا
أساهر أحوال السما لرواحهم
معلل روحٍ عود آمالها مالا
وقال وهي أول قصيدة قالها
يا قضيبًا قضى بقتلي ومالا
وانثنى معرضًا وماس دلالا
حاولِ الرفقَ بالمحب الذي كا
د بذاك الجفا يصير خيالا
رشقَ الطرفُ منك قلبي بسهمٍ
فجرى الدمع من عيوني وسالا
إن تبدَّيتَ أو تلفتَّ يومًا
شام طرفي غزالةً وغزالا