صفحة:مرآة الحسناء.pdf/327

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣٢١

أنا أحب جمال اللطف أعشقهُ
ولا الجمالَ الذي الأصنام تحويهِ
فهي التي استغرقت كل الجمال فمن
حسنٍ ولطفٍ أبت تحصى معانيهِ
أبيت ليلي ولي في حبها كبدٌ
حرَّى ودمعٌ قد انهلَّت مجاريهِ
فما اكفهرَّ الدجى إلا وأودعني
شوقًا غدت ألسن النيران ترويهِ
كم غيهبٍ بت والأشواق تجذبني
إلى الهلال كأني هائمٌ فيهِ
لا يبرح الليل يغريني بظلمتهِ
حتى أرى الفجرَ يبدى النور من فيهِ
والصبح مرتفعًا والشرق ينشرهُ
والليل منخفضًا والغرب يطويهِ
كأَن قلبيَ قطبٌ للغرام فكم
عليهِ دارَ ودورُ الحب أبغيهِ
أروم كتم الهوى والدمع يشهرهُ
ان كان سري بجفني كيف أخفيهِ
اطراق العاشق
ويلاه من جور هذا الحسن ويلاهُ
فقد تملك قلبي ثم أفناهُ
حسن لديهِ لحاظ الصب مطرقة
كالعبد حين يلاقي وجه مولاهُ
وكيف لا يألف الأطرافَ طرفيَ إذ
يبدو الجمال وقلبي عاد يخشاهُ
قلبٌ به عبثت أيدي الغرام فيا
قلبي تجلد وإلا مت ببلواهُ
يا ويح نفسي فكم في الذل أوقعها
عشقٌ على القلب مني الطرف ألقاهُ
فكم رعيت غرامًا قد خسرت بهِ
تشرَّفًا كنت قبل الحب أرعاهُ
مهما ذللت لدى حكم الهوى فأنا
ذو جانبٍ لا يزال العز يرعاهُ
كالبدر إذ حلَّ في غور الحضيض يرى
منازل الأوج تستجلي محياهُ