صفحة:مرآة الحسناء.pdf/314

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣١٠

فوجهكِ مرآة الجمال صفيةٌ
وقد نظر الواشي بها سوءَ فعلهِ
وقال
أنا لا أمدحنَّ فتًى كغيري
ليرفدني بشيء من جداهُ
فما للمرءِ من خلٍّ معينٍ
بضيقٍ غير ما كسبت يداهُ
وقال
فتًى بات ينوي العزَّ والذلَّ راصدهْ
ومن ينحُ رفع الذات تخفض مقاصدهْ
ومن أجهل الجهال من ظن أنهُ
ينالُ ويلقى كلَّ ما هو رائدهْ
يميل الفتى طبعًا إلى طلب العلا
ولا كل من يرجو العلا طالَ ساعده
لقد أطلق الله الإرادة للفتى
فقيدها الدهر الذي الله قائدُه
خذ الحذر من دهر إذا طاب موردًا
فكم قد سقت صاب المصاب موارده
يريك الهناءَ اليوم والموت في غدٍ
فما برحت تطغي الأنام مكائده
أبٌ ظالمٌ ذا الدهر والناس كلهم
بنوهُ طعام الغم تحوي موائدهْ
ولا يعرف الإنسان طولَ حياتهِ
أَأَلخير آتيهِ أم الشر قاصده
إذا المرءُ لم يرضَ بمحنتهِ الذي
يساعدهُ يرضى بمن لا يساعده
وكم سيدًا قد صار عبدًا لعبدهِ
وكم دنفٍ يشفى ويدنف عائده
بليت بغمر ظنَّ راغد عيشهِ
يدوم وهل عيشٌ ترى دام راغده
ألا كل حالٍ في الزمان كأنها
سحابٌ بجوٍّ والرياح تطارده
يشاهد فضل الشهم عيبًا من انتمى
إلى الجهل لكن عيبهُ لا يشاهده