صفحة:مرآة الحسناء.pdf/311

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٠٧
قتلت بسيف الغنج صبري مذ رنت
فترى بهذا القتل من أفتاها
غرسَ الجمال بخدها روضًا وقد
أبدت طيور الحب فيهِ غناها
وإذا المتيم رامَ يحني وردةً
حالت سيوف اللحظ دونَ جناها
لولا ظبي تلك العيون النجل لم
يخفق فؤادي عند لثمي فاها
لثم اللثام خدودها فحسدتهُ
والورد غار فعارهُ رياها
كتبَ الجمال على صفيحة خدها
من يدنُ من نارٍ يصبهُ لظاها
قد لطفت وجناتها نار الحيا
حتى إذا مرَّ الصبا أدماها
لفتت فعن ذا الجيد ينفعل الهوى
لفتات أجياد الظباءِ حلاها
فوحقِّ ذلي بالغرام وعزها
قسمًا وضعف تجلدي وقواها
لا أنثني عنها ولو أدرجت في
كفني وقلبي لا يحب سواها
غفل الرقيبُ فهل لعينيَ نظرةٌ
من وجهها الوضاح فهو مناها
زارت عقيبَ الهجر وهي ضنينةٌ
فاستبشرت روحي براح لماها
وضعت على صدري يدًا لترى الذي
فعل النوى وبدت تذم جفاها
فرجفتُ فالأشواق أم يدها غدت
جسمًا يوصل كهرباءَ هواها
قد أنحلت جسدي فكان لمدمعي
سلكًا فبي جيد الهوى يتباهى
بيَ غصن بانٍ في كثيبٍ ينثني
يعلوهُ شمسٌ في الظلام سناهات
أني رأيتُ الصبحَ من شفقٍ بدا
هذا محياها وذاكَ حياها
وقطفت وردًا لاح فوق جواهرٍ
هذي ثناياها وذا خداها