صفحة:مرآة الحسناء.pdf/288

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٨٤

رحمهُ الله
سل عن فؤادي موقد النيرانِ
واسأل نجوم الليل عن أجفاني
وانظر تشمْ نار القرى بجوانحي
عبثت وحب النوم قد أجفاني
في حب من إن أسفرت خرتْ لها
الأقمار من خجلٍ إلى الأذقانِ
هيفاءُ إن ماست فما غصن النقا
وإذا رنت ما أعين الغزلانِ
غزتِ الفؤاد بقدها وبطرفها
هذا لها رمحٌ وذاك يماني
لما أمال قضيب قامتها الهوى
خفقت عليهِ جناح طير جناني
جيش الهوى بسيوف مقلتها أتى
نحوي فشتتَ جيشَ صبري الفاني
ولقد أرتني مذ بدت وتمايلتْ
مرأى البدور وميلة الأغصانِ
الصبح والديجور تحتَ قناعها
اجـتمعا وهل هذان يجتمعانِ
لاحتْ عقود الحسن من ثغرٍ لها
فعقودها ومدامعي سيانِ
لما تجلتْ شمسُ طلعتها انجلت
عنا ليالي الغم والأحزانِ
لعب الغرام بعطفها لما انثنت
لعبَ ابنة العنقود بالنشوانِ
لما أتت والبرق يومضُ من مبا
سمها أزادت بالهوى أشجاني
فجنيت من وجناتها وردَ الجما
ل ونرجسًا من لحظها الفتانِ
قد أثمرت ليلًا وصبحًا بانةٌ
من فضةٍ تعلو كثيب جمانِ
سود العيون حمت ببيض نقطةً
خضراءَ تزهو فوقَ خدٍّ قانِ
ما روضةٌ نظم الربيع لجيدها
عقدًا من النوار والريحانِ