صفحة:مرآة الحسناء.pdf/281

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٧٧

يا أيها الخِلُّ الذي غنت بهِ
كل الأخلة نعم ذياك الغنا
وكذا بهِ الأسماع قد طربت وقد
أضحت على سمعٍ تدير الألسنا
والأذن توحي للسان فإن يكن
نقصًا فقدحٌ أو كمالًا فالثنا
يا كامل الأوصاف سامي الذات را
عي الود محروس الهنا داني الجنا
أتحفتني بقصيدةٍ لو قستها
بالدرِّ في الأجياد كانت أحسنا
يسطو على الألباب خمر بيانها
فبسرها السحر الحلال تبينا
رقَّت فكانت كالنسيم إذا سرى
وصفت فكانت كالزلال بها الهنا
ناديت حين جلت لقلبي حسنها
بشراكَ يا قلبي فقد نلت المنى
نبوة الماضي
ينبئُ ما كان بما سيكونْ
هذا نبيٌّ صادقٌ لا يخونْ
وما يخال المرءُ مستبعدًا
لا بد أن يجري بمجرى القرون
يهون أن نقول سوف يرى
لكنَّ حد الوقت ليس يهونْ
كم قوةٍ خارت وكم دولةٍ
هارت وكم شعبٍ طوتهُ المنون
أين انطوت دولة مصرٍ ترى
أين ثوى أولئك العاهلونْ
وأين أثورٌ وبابلهم
أين هوت أسوار تلك الحصونْ
وأين رومان الحروب مضوا
وأين يونان الحجا محجمونْ
ذي غِيَرُ الأيام غائرةٌ
وشأنها تبديل كل الشئون
كم رفعت سهلًا، وكم خفضت
حزنًا وكم سدت وأسدت عيون