صفحة:مرآة الحسناء.pdf/268

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٦٤

على أن الفتى بالنطق يحيا
وبالنطق الوفاقُ أو الخصامُ
فما وجدت طبيعتهُ سلاحًا
سوى العقل الذي فيهِ السلامُ
فلا ظفرٌ ولا نابٌ طويلٌ
ولا قرنٌ ولا سمٌّ يسامُ
وقال راثيًا سيادة المرحوم المطران إثناسيوس تتنجي
ما للدموع من البريةِ تنسجمْ
وعلى مَ أضحى كل قلبٍ مضطرمْ
لمن النحيب لمَ البكاءُ لمَ الأسا
بالله أي الفاضلين لقد عدم
هذا هو الحبر النبيل المتقى
إثناسيوس يا دمع مقلتيَ انسجمْ
شهدت على أفضالهِ أقلامهُ
بمؤلفاتٍ قد حكت أحلى الكلمْ
فعلى ضريحك سيدي أبكي الدما
إذ إنني لك بالمدامع ملتزِمْ
هذا مراد الله لا دفعٌ لهُ
فالصبر أولى والقضاءُ لقد حكم
ما دام كل بدايةٍ لنهايةٍ
فنهاية الإنسان أمرٌ قد جزِم
هذا حزينٌ ذا طروبٌ ذا لهُ
وجهٌ عبوسٌ ذاك وجهٌ مبتسم
ويلاهُ من جور الزمان فإنهُ
يحمي الجهول ويقتل الندب الشهم
فعليك تبكي أعيني وجوانحي
تصلى بجمرٍ في ضلوعٍ قد ضرم
من بعدك الحق امَّحى والرشد قد
ولَّى وناموس العدالة قد هدم
كم كنت أبسم إذ تراك نواظري
والآن وجهي من ضنًى حزني يجم
دعني عليك أخا قنوطٍ باكيًا
أسفًا وكن في حضن ربك مرتحم