صفحة:مرآة الحسناء.pdf/259

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٥٥

اوكيف يقحمني الغرام ودونهُ
حالت ظبا هممي وسمر خصامي
بعدًا لهُ ما كان أكثفهُ على
قلبٍ بهِ لطف الشبيبة نامِ
لا تسفري ذاك اللثامَ فتحتهُ
نور الجمال يلوح فوق ظلامِ
هل تخدعين بهِ الخبير وطرفهُ
قد صار عنهُ معرضًا متعامي
إن تفخري بجمالك الوقتي لي
بسلوِّهِ فخرٌ مدى الأيامِ
وأنا غلامك كنت لكن بعدما
عفت الهوى أصبحت أنت غلامي
أنا لست أهتك حرمة الودِّ التي
ما بيننا أبدًا ليومِ حمامي
إن بحت بالسرِّ المصون فطالما
أخفيتهُ حتى عن الأوهامِ
وكمزنة في الصيف ودك إن يكن
فهواكِ طيفٌ مرَّ في الأحلامِ
لا عدت أذكر أمر حبك فاعلمي
أن السلوَّ جرى بكل مسامي
أسفي على عام بحبك قد مضى
يا ليتهُ ما كان من أعوامي
لا راحةٌ للمرءِ إلَّا أن يكن
خلوَ الفؤاد عديمَ كل غرامِ
يا ليت قلبي لم يهم بمحبة
لكن قضاءُ اللهِ جاءَ أمامي
والآن قدرني على دفع الهوى
عني فأشكرُهُ على الإنعامِ
وقال تاريخًا ينقش على ضريح أحد الشبان في مدينة القدس قد قتلهُ المكاري بالطريق
يا زائر القدس زر قبري مع الأممِ
واندبْ فتًى دمهُ قد حلَّ في الحرمِ
أنا القتيل الذي في الطرق قد عبثت
أيدي الحداة بهِ إذ خُطَّ في القلمِ