صفحة:مرآة الحسناء.pdf/231

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۲۲۷

عودوا فلا عاد لي صبرٌ ولا جلدٌ
على البعادِ وقد أعيتنيَ الحيلُ
عودتموني على حفظ الوفاءِ فَلِمْ
هذا الجفاءُ وما في عادكم خللُ
يا ليتَ شعري متى أحظى بقربكمُ
فتنطفي جمرةٌ في القلب تشتعلُ
وهل تعودُ ليَ الدنيا بطلعتكم
فيرتوي الظامئان: القلب والمقلُ
وهل يعود زمان الوصل يجمعنا
فيرجع المؤنسان: الحظ والجذلُ
إني وحقِّ غرامي والجنون بهِ
يمين صدقٍ عليها يشهد الخبلُ
ماغيرتني الليالي بعد بعدهم
عني ولو غيروا عهدي ولو بدلوا
هم الأحبَّةُ لا زال المحب لهم
يجود بالروح إن صدُّوا وإن وصلوا
ما دك قلبي سوى ذاك الصدودِ ولا
عارٌ على جبلٍ قد دكهُ جبلُ
ماذا يريد فؤَادي من أحبَّتهِ
سوى نزولهم فيهِ فها نزلوا
توطنوهُ فلم تبرح شخوصهم
مقيمة فيهِ إن حلوا وإن رحلوا
فما ذكرتهم إلَّا ولي كبدٌ
تذوب أو عبرةٌ كالطلِّ تنهملُ
يهذُّ كل عظامي ذكرهم طربًا
حتى أميلَ كأني شاربٌ ثملُ
من ذا يبلغهم حالي وما فعلت
بمهجتي البيد والأحداج والإبلُ
كتْبَ العهود ورسل الودِّ قد قطعوا
دعني فلا كتبٌ تجدي ولا رُسُلُ
إنَّ الهوى دولةٌ دان الجميع لها
فلا تزولُ وكم زالت بها دُولُ
فمن يجير ومن يحمي المحبَّ إذا
سطت عليه سيوفٌ سلها الكحِلُ