صفحة:مرآة الحسناء.pdf/204

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٠٠
قافية القاف

له وجنةٌ حمراءُ عن شفقٍ بدت
بها قد سبي قلبي فيا ليتَ يشفقُ
على خدِّهِ قد لاحَ خالٌ كعنبرٍ
بدا في رياضِ الوردِ والآس يعبقُ
قد اختلستْ مني الرقادَ جفونهُ
فنمنَ وباتت مقلتي تنأَرَّقُ
احاولُ اخفاءَ الغرام وطالما
اباحَ بهِ الدمعُ السخينُ المرقرقُ
فيا زمرةَ العشّاقِ لستُ بمعلنٍ
لكم ذلك الظبيَ الذي اتعشقُ
وقال
نزّه لحاظَكَ في حدائقَ بالسما
سَحَرًا وسبحْ حكمةَ الخلاقِ
فالافقُ روضٌ والمجرَّةُ جدولٌ
والبدرُ كاسٌ والثريَّا السَّاقي
وقال
عشقتُ ظبيًا يحاكي خدُّهُ الشفقا
مهفهفًا رام تعذيبي وما شفقـا
مذ حلَّ قلبي هواهُ والهوى قََدَرٌ
جعلتُ ارجو الى مرضاتهِ طرقا
الرشدُ فارقَ عقلي في محبتهِ
وطارقُ السهد بالاجفانِ قد طرقا
نفقتُ في حبّهِ روحي ومصطبري
ترى ايُعطي وصولاً لي بما نُفقا
ارخى اللثامَ ضحوكًا وانثنى فبدا
بدرٌ تبسَّمَ نورًا فوق غصن نقا
إنَّ الظباءَ خجلنَ عندَ لفتتهِ
والبدرُ عند اسفرار الوجهِ قد مُحقا
يا مَنْ اراقِ دمي هجرًا وغادرني
سهرانَ عُدْ مدنفًا لولاك ما أَرقا
يا طالما باتتِ الآماقُ سائلةً
سيلَ العقيقِ وبات القلبُ محترقا
هجرتُ نومي وواصلتُ السهادَ دجيً
والصبُّ من شانهِ لا يهجعَ الغَسَقَا