صفحة:مرآة الحسناء.pdf/157

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٥٣
قافية السين

وقال موشح
رسم الشرقُ على أُفقِ السما
بخطوط الفجرِ أشكال قِسيِّ
اتخذ النورَ نبالًا ورمى
عند دور الأرض جيش الغَلَسِ
دور
إنَّ ضوءَ البدرِ قد غشَّى السُّهى
وحبا الأرضَ إزارًا من بهق
وأثار الصبحُ هيجاءً لها
لاح وخطُ الشيبِ في فرع الغسق
صارمُ الفجر فرى الليلَ وها
دمهُ خضَّب أذيال الشفق
قم إلى الروضِ، فذا الوقتُ سما
وارشفِ الصهباءَ بين النرجسِ
فترى الشحرورَ يتلو الفرضَ ما
سجدَ الغصنُ لشمس الأكؤُسِ
دور
فاح نشرُ الوردِ من تلك الرياض
ساريًا في طيِّ أبرادِ النسيم
وصدوحُ الورق ما بينَ الغياض
نوَّعَ الألحانَ كالنَّاي الرخيم
وغدا الزهوُ ضحوكًا حيث فاض
مدمعُ الطلِّ على ذاك الأديم
يا سقى صوبُ الحيا روضًا نما
ضمنهُ نبتُ الصفا والأنسِ
ومن البؤس تعرى مثلما
بثياب البشر والنعمى كسي
دور
دارتِ الكأْسُ على قطب العراق
وصبا الشاذي إلى الدور الكبير
فاشربِ الصهباءَ واملأْ للرفاق
واكتم الأسرارَ إن كنتَ الخبير