صفحة:مرآة الحسناء.pdf/122

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١١٨
قافية الراء

لسان العشق
بروحيَ من لاحت فتاهت على البدرِ
ومن عبقَتْ من خدِّها نفحة العطرِ
لها غرةٌ غراء ما الصبح إن بدا
شبيهًا لمعناها ولا كوكبُ الفجرِ
رنت بكحيلٍ مدنفٍ فسرى الشفا
بسقمي ولكن عدتُ في علة السحرِ
إذا هاجرتني كان عسري بهجرها
وإن واصلتني كان في وصلها يسري
لها مقلةٌ تُدمي، وقدٌّ حكى القنا
فوا تلفي بين الصوارم والسمرِ
ولي أعذب الصهباءِ من كاس ثغرها
ومن خدِّها الورديِّ لي أطيبُ النشر
لئن سترت عن مقلتي شمس وجهها
فحسبي شفافُ النور مما ورا السترِ
وقامتها السكرى بخمر دلالها
لقد أثمرت بدرًا بدا في دجى الشعرِ
إذا ما انثنت تيهًا زرت أَسَلَ القنا وإن
أسفرت فاقت على الشمس والبدرِ
سكرت بخمرٍ من كئوس لحاظها
فكيف الهوى يخفى وفاضحهُ سكري
ومُذْ جَرَحَتْ قلبي بصارم لحظها
جنحتُ إليها راجيًا بلسم الثغرِ
فقالت: وحق الجفن مني وسحرهِ
أَذقْتُك صابَ الصدِّ إن لم تطع أمري
فقلتُ: وما هذا أجابت وقدُّها
تمايلَ تيهًا خُذْ نحولك من خصري
رعى الله ذياك القوامَ وصان ما
حوى من دلال حار في لطفهِ فكري
وفي حبها إن متُّ عشقًا أعشْ فما
ألذ المنايا في هوى غادة الخدرِ
وما العشق مفعولُ الجمال حقيقةً
ولكنْ صدورٌ جاءَ من حيث لا ندري
رواضح سرٍّ في الطبيعة عند من
يكون جهولًا غامضٌ عند ذي الخبرِ