و أما المأمورون المتقاعدون مثلهم كمثل العجائز لا يرضيهن شيء ولا يستطعن عمل شيء. وأما المأمورون المنصوبون فلا هم لهم إلا حفظ المنصب . وأما طلاب المأموريات فجياع مساكين لا يفهمون من الإصلاح إلا المأمورية ، إن جاءت فقد جاء الاصلاح وان لم تجيء فقد منع الإصلاح . ومن هذا التفصيل يظهر لك أن العاصمة في حالتها الحاضرة ليس فيها عرب تستطيع جما عتنا أن تعتمد على أحد منهم ، أوأن تعمل صلة ورابطةمع احد منهم ، اللهم إلا أن يكون « فلان وفلان ، وكل ما أخبركم عنه و فلان ،وهو سراب بقيعة جاءهأخوكم الظمآن فلم يجده شيئا . و بعض اولائك الأولاد حمدون الشاب عبد الكريم ، وبعضهم لم يتمكن من انا أهم ار با لابهم أو أخميم أو ابن عمهم مثلا ، ومن ههنا أكثروا عليه من قيل وقال وكله هوا و هواء. وأما العرب في الجهات الأخرى فهم أهل سورية وأهل العراق وأهل الجزيرة الخاص . فالسوربون والعراقيون متر قد ألقوا الذل و تعودوا الاستجداء والاستكانة ، لا يفهمون ولا يريدون أن يفهموا ، لا يساعدون ولا ينوون أن يساعدوا ، لا يهون ولا يروق لهم أن يوقظوا . وأما أهل الجزيرة الخلص فهم الأهل وفاهم الله الخير وشد سواعدهم ، اولئك محب وصل الرابعة أن نقطعها مع الخضر على قلة غنائهم . قد فهمت من كتاب الاخ و فلان و كثيرا واستنبطت كثيرة ، ولو كان في وسع البشر أن تتوزع أرواحهم على أمكنة متعددة لكانت
صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/33
المظهر