صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/273

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

6 د على مقربة من دمشق ضروري . أنتظر توكيلا تحرريا للمفاوضات السياسية ، منع التجول بعد الساعة الثامنة ليلا . البلد هادئة تماما لا تفتكروا وكان مضمون هذه البرقية يؤيد ما أفادني به مندوب فرنسا الكولونيل کوس , والظاهر أن البرقية كانت خلاصة محادثة جرت بين نوري السعيد والكو أو نيل المذكور . فتفاءل بعضهم خيرة بها، لكنني كنت اعتقد أبدأ باستحالة تعاوننا مع الفرنسيين بصورة تضمن لنا الحياة الحرة وتصون کرامتنا ، فلم أعرها أي اهتمام ، كما أن ساطع كان على يقين أن نية الفرنسيين سيئة تلقاء الحكم الوطني والملاك ، وأن ما يبدونه من الظواهی البراقة إن هو إلا خداع موقت لإرجوة لنا من ورائه . وقد تقدم الجيش الفرنسي ، بعد انكسار الجبهة الوطنية ، نحو المزة فوصلها عند المساء . وزار نوري السعيد مستعينة تجميل الالشي الذي لم يغادر دمشق انه مرافقه ، قائد الحملة في المزة و استوضح القائد منها عن الوضع ، فأجابه بأن ليس ثمة أية فكرة ترمي إلى المقاومة والكيد لاجیش الفرنسي ، وان له من الحرية ما جعله يقوم بأي تدبير على ما يشاء في اطمئنان وفي عصاري اليوم التالي تحرك الجيش الفرنسي دا خلا" دمشق وأسرع فاحتل ثكناتها . وكان السكان والمين آمين ، ينظرون إلى ما تعاقب على ناظر هم و كأن على رؤوسهم الطير . وورد على الملك في صباح اليوم الذي قضيناه في الكسوة من الاخبار ما يؤيد ما جاء في رقية نوري السعيد من تفاؤل . فقررت الحكومة أن تستقيل وأن يعهد إلى وزرا علاء الدين الدروبي وهو الذي أعلنت الحقيقة بتحسن علاقاته مع الفرنسيين [1] ، و 6 . الداخلية ست ۲۹۷ -