صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/254

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

. شن جدل فتأخر وصول البرقية ، واعتبر غورو هذا التأخير مبررة لالغاء جميع ماتم ، وشرع بعملياته العسكرية . واذا تأخرت رقية المعتمد الإفرنسي بدمشق الجنرال غورو مدة جزئية لأسباب تتعلق بالمندوب الافرني ، او قد تكون الاسباب قاهرة اخرى ، فليس ثمة ما يعد مبررة لالغاء ما تم ، ثم ان الاقدام على عمل عسكري عدواني ليس له ما يبرره من الوجهتين العسكرية والحقوقية هذا فضلا أن الجانب الأفرنسي لم يغب عنه البدء بتطبيق المطا اب الواردة في الانذار وأهمها سحب قوى الجيش السوري من عنجر وتسرحها وما كادت هذه الأخبار تذيع في دمشق وبخاصة قبول الحكومة انذار الجنرال غورو حتى هاج الشعب هيا جحا عظيما لعدم تبينه حقيقة الموقف ، وكان الشيخ كامل القصاب في مقدمة المتحمسين ، و كنت أؤيده دوما لدى الملك ، ثم انتشرت الدعايات ضد الحكومة معللة قبول الحكومة الانذار بحرصها على التمسك بالحكم مع أن استقالتها كانت من شروط الانذار . المتظاهرون عند المساء ، بعد أن أغروا بعض افراد الجيش المسرح بالانضمام الهم ، قلعة دمشق وكان في مقدمتهم عثمان قاسم ( من جمعية الفتاة ) يطلق النار من مسدسه في الهواء مشجعا اياهم ، والأصوات تملا الفضاء بسقوط الحكومة ، ووجوب الاستيلاء على الأسلحة والاضطلاع مهمة الدفاع ، وقد انضم إلى المتظاهرين كثير من الرعاع الذين اطلقوا سراح المسجونين القلعة ونهبوا كل ما وصلت اليه أيديهم ، ولم يتمكن كبح جماحهم الا بعد تدخل الأمير زيد وياسين الهاشمي واللجوء إلى القوة ، وأصبحت دمشق في ۲۱ منه هادية وهاجم - ۲۹۸ -