انتقل إلى المحتوى

صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/137

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

مظفرا من الحجاز مع سمو الامير، بسبب عودة الضباط السوريين الى سورية من تركيا ومطالبتهم بتشكيل جيش جديد ، هذا وان الكثيرين ممن يرغبون في الوظائف من الشاميين بدأوا يتشكون من انهم أصبحوا غرباء في بلادهم . وعمل الافرنسيون كثيراً لدعم ونشر هذه النزعات. ولما كنا نود حكومة عربية ، ولم يدر بخلدنا الاكتفاء بسورية ، فقد عانينا وعاني الأمير معنا كثيراً للوقوف بوجه هذه الموجة من الاستياء . على أن الفرنسيين راحوا يراقبون بدقة ما يجري في سورية واتجاهها السياسي خشية أن لا ينالوا منها ماربا ، ولم يكن واضحاً تماما بعـد موقف أميركا ، وكانوا الى ذلك يخشون كثيراً من نتيجة الاستفتاء في سورية ، فقرروا توسيع لبنان وجعل وضعهم فيه ثابتا . كما انهم قووا دعايتهم فيه واقنعوا مجلس ادارته بتقديم قرار في صالحهم يرفعونه الى مؤتمر الصلح . فأصدر مجلس ادارة جبل لبنان في 3 مايس 1919 قراراً جاء فيه : لما كان جبل لبنان مستقلاً القديم بحدوده التاريخية والجغرافية والقطع التي فصلت عنه انما سلخت منه عنوة واغتصابا بأمر الدولة التركية ، ولما كانت الدولة الغاصبة قد تقلص ظلها واضمحلت سيطرتها عن هذه البلاد ، ولما كان لبنان لا يتسع له العيش والرخاء ما لم تعد اليه القطع المفصولة عنه . ولما كانت دول الحلفاء قد أعلنت انها تساعد تحرير الشعوب المظلومة واعادة الاراضي المغصوبة الى بلادها الأصلية وكانت القطع المغتصبة من لبنان تعد قسما منه ومعظم سكانها هم من اللبنانيين أصلا، فقد اجتمع هذا المجلس بصفته ممثلاً للشعب اللبناني وأصدر القرار الآتي :