صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/115

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.


الأعمال ليدخل السرور الى فؤاد كل من يحب هذه البلاد · فقد أسمعت صوتها بأنها لا ترى السعادة كل السعادة إلا في الاستقلال التام بدون قيد ولا شرط ، فاذا كانوا على تفرقهم لا يرضيهم إلا هذا فأنتم باجتماعكم أكثر استمساكا بحقوق بلادكم . تستقلون في بلادكم استقلالكم في بيوتكم ، فينظر كل صقع من اصقاءكم في شؤونه بنفسه مع احترام تقاليده وعاداته . أما المعاونة التي نحتاج اليها فنبتاعها بأثمانها هذا ما أحب أن تجعلوه يا بني وطني نصب أعينكم ، وأن تكونوا المثال الحي ، وقدوة الابناء والأحفاد » ·

وقد نزل ضيفا على قائد الجيوش البريطانية في سورية ولبنان ( الجنرال فين ) في السراسقة . وكان ذلك القصر المتسع يعج برجالات البلاد ورؤسائها الذين أتوا لاستقباله واظهار تأييدهم لمطالبه في مؤتمر السلام ، وهي مطالب الأمة ·


في دمشق

وفي ١٩١٩/٥/٣ غادر بيروت قاصداً دمشق . وقد استقبل على طول الطريق بأسمى مظاهر الترحيب والتأييد . ودخل دمشق دخول الغزاة العظام ، ونهض لاستقباله معظم السكان من شيب وشبان ونساء وأطفال وكانت الورود والرياحين التي تلقى عليه من الكثرة بحيث أصبحت تعرقل سير موكبه ·

ودعا الأمير وفود مستقبليه ورجالات البلاد وأهل الرأي فيها للاجتماع في بهو سراي دمشق الكبير بعد عصارى الخامس من أيار ١٩١٩ ثم ألقي في الاجتماع الخطبة الهامة الآتية :