صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/107

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ولسن لم يتردد في أن يصرح بأن المستر هوز شخصه الثاني . والحق ان الكولونيل هوز كان سياسياً ممتازاً يتحلى بدمائة الخلق والكياسة ، متواضعاً للغاية ، وكان من أكبر العاملين على اعلان الرئيس ولسن مبادئه الأربعة عشر ، لا سيما بعد أن استيقن من اختلاف الحلفاء وعدم الانسجام الدبلوماسي بينهم . فكل مندوب يسعى ليجترة أكبر قسط ممكن من المنافع الاستعمارية لحكومته ، متخذاً من الحق والعدالة ستاراً الى غاياته الطامعةز

وكان من حصيد ما تقدم أن الرئيس ولسن أدرك أن بريطانيا و فرنسا تخالفان وجهة نظره في تحقيق مبادىء العدالة والحق وتسيير سياسة العالم بعد الحرب على قواعدها . وانهما ما زالتا "تتبعان في سياستهما نهج الطمع والاستعار . ولذا راح يخالفهما ويبذل غاية جهده في فرض ارادة حكومته نصرة للشعوب الضعيفة ومساعدتها على تقرير مصيرها . وقد تجلى ذلك في الوقوف بوجه بريطانيا وفرنسا بما يتعلق بمستقبل البلدان العربية المنسلحة عن تركيا ، إذ ثبت في الدفاع عن مبدأ وجوب تقرير المصير حتى اضطر حليفتيه الى مجاراته والنزول على حكمه في عدم ترك قضية مستقبل البلاد العربية بعيدة عن مباحثات مؤتمر السلم . وهكذا تقرر في 30 كانون الثاني 1919 بأن لهذه البلاد حقها المشروع في تقرير مصيرها على أن تنتدب عليها جمعية الأمم . وقد أقر مجلس الحلفاء الأعلى عهد جمعية الأم بعد شهر دامجا قراره في المادة الثانية والعشرين من ميثاقهاز

وكان سمو الأمير يتهز كل فرصة ، رسمية كانت أو خاصة ، الاجتماع

بالكولونيل هوز وتوطيد العلاقات الودية مع الوفد الامريكي . ولم يكن

- ۱۰۱ -
م (۷)