صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/87

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٨٦ -
الفصل السابع

خلافـــة الرشيــــد

۱۷۰ - ١٩٢هـ/ ٨٧٦ – ۸۰۹م

بويع لهرون الرشيد بالخلافة في الليلة التي مات فيها الهادي. واستمر حكم هرون الرشيد حوالي ٢٣ عاماً شهدت الدولة العباسية خلالها أوج مجدها وعظمتها.

وفي السنوات الأولى من حكم هارون تركت أمور الدولة لوزير الخليفة يحيى بن خالد. ويحيى هذا كان واقعاً تحت تأثير الخيزران أم الخليفة التي ماتت أواخر سنة ١٧٣هـ.

وعلى أيام المهدي قام يحيى بن خالد بن برمك بولاية آذربيجان ثم أنـه استدعي إلى بغداد، وعندما عين الرشيد والياً للولايات الغربية من الدولة بالاضافة إلى أرمينية واذربيجان كان يحيى بن خالد على ديوانه. وظل يحيى مخلصا للرشيد فنصحه بعدم التنازل عن ولاية العهد عندما حاول الهادي أن يرغمه على ذلك، وربما لقي يحيى بعض العنت في هذا السبيل فتقول بعض الروايات أنه سجن بعض الوقت وأن الهادي كان يفكر في قتله1. وقد اعترف له الرشيد بوفائه فأخرجـه من الحبس واستوزره، وأدار يحيى مقاليد الأمور في الدولة بالاشتراك مع ابنيه الفضل وجعفر من ۱۷۰ – ۱۸۷ هـ.

وبينما كان الفضل يلي الولايات الشرقية تمكن من تحقيق أعمال عسكرية كبيرة فأخضع الديلم، وغزا ما وراء النهر وبلغ نفوذه هناك حتى منطقة أشروسنة. وكذلـك حقق الفضل أعمالاً سلمية هامة فإليه ينسب بناء المساجد والرباطات الكثيـرة فـي إقليم خراسـان2.

وفي نفس الوقت كان أخوه جعفر ببغداد مقرّبا إلى الخليفة تاركاً الولايات التي


  1. انظر، ابن الأثير، الكامل ، ج ٥، ص ۸۲.
  2. ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ۸۲، ص ۹۹.