صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/75

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٧٤ -
الفصل الخامس

خلافة المهدي

١٥٨ - ١٦٩هـ / ۷۷٥ - ۷۸٥م

مات المنصور - كما سبق القول- بالقرب من مكة وهو في طريقه لأداء فريضة الحج، واحتفل بتأبينه وأخذ البيعة لابنه المهدي.

ويفهم من النصوص أن الذي أخذ البيعة للمهدي هو ابنه موسى (الهادي) وكان من بين الحاضرين عدد من كبار رجال الدولة، وبعض عمومة الهادي، بـل وتذكر الرواية أن عيسى بن موسى، ولي العهد الثاني، كان حاضراً بدوره وكـــان متردداً، والنص يقول: "أبى من البيعة"، ولكنه بايع1.

ووصل نبأ وفاة المنصور إلى المهدي، الذي كان ببغداد في منتصف شهر ذي الحجة وأرسلت إليه شارات الملك وهي: بردة النبي صلى الله عليه وسلـم، والقضيب وخاتم الخلافة.

وفي بغداد تمت البيعة الثانية للخليفة الجديد وهي "بيعة العامة". وأولى المشاكل التي اعترضت المهدي هي ولاية العهد، فقد كان عيسى بن موسى، هـو ولي العهد الثاني ومر عيسى بن موسى بنفس المحنة التي عرفها في عهد المنصور فقد تعرض للاضطهاد والتهديد والترغيب، ومحاولة إقناعه عن طريق الفقه والقضاة خلع نفسه في أوائل سنة ١٦٠هـ، وبايع للمهدي، كما بايع ابنه موســـى الهادي بولاية العهد. ثم جلس المهدي في الغد، وأحضر أهل بيته وأخـــذ بيعتهم، وخرج إلى الجامع ومعه عيسى بن موسى فخطب الناس وأخبرهم بخلع عيسـى والبيعة للهادي فأسرع الناس لمبايعته2.

أما عن العلويين فلا تذكر الروايات أنه قام بأعمال عنيفة ضدهم. وكان المهدي


  1. ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ٥٠.
  2. ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ص ٥٤ - ٥٥ (ذكر خلع عيسى بن موسى وبيعة موسى الهادي)، أحداث سنة ١٦٠هـ.