غير البعيدة من بلاد كتامة، وهو ما نجد له تفصيلاً رائعاً في روايات القاضي النعمان في كتابه "رسالة افتتاح الدعوة".
ونهج الداعي الشيعي في سنة (٢١١هـ/١٠٤م) في الاستيلاء على مدينتـي ميلة وسطيف، مما أثار الهلع في نفس زيادة الله.
اطلاع الخلافة على الأمور في إفريقية وتوثيق صلاته بالحسنيين في المغرب:
نستشف من الروايات أن زيادة الله أخذ يطلع الخلافة العباسية على مجـرى الأمور في إفريقية وكان هدفه من ذلك هو أن تتدخل الخلافة وتسانده في موقفه، فسيّر كما تقول الرواية الحسن بن حاتم إلى العراق رسولاً من قبله "بهدايا وطرف" 1.
كما حاول توثيق صلاته بالحسنيين أقارب الأدارسة في المغرب الأوسط حتـى يساعدوه في مقاومة كتامة، فولي الحسن بن أبي العيش على رئاسة قبائل جراوة، بعد وفاة والده أبي العيش 2.
إثارة أهل إفريقية ضد الداعي الشيعي:
تنص الرواية على أن الأمير زيادة الله قام بدعوة فقهاء إفريقية إلى المجيء إليـه بتونس فوصله عدد منهم، اجتمعوا في بيت الوزير عبد الله بن الصائغ، وتفاوضوا في أمر الشيعي وأخبرهم ابن الصائغ على لسان الأميران "هذا الصنعاني الخـارج علينا مع كتامة، يلعن أبا بكر وعمر - رضهما - ويزعم أن أصحاب النبي - صلعم - ارتدوا بعده، ويسمي أصحابه "المؤمنين" ومن يخالفه في مذهبه: "الكافريـن" ويبيح دم من خالفه في رأيـه" 3.
وأظهر الفقهاء بعد سماع تلك المقالة، اللعنة والبراءة من الشيعي، وحرضوا الناس على قتاله، وأفتوا بمجاهدته 4.
مهاداة الخلافة:
تذكر الرواية أن زيادة الله، أرسل هدية عظمية الى الخليفة
