صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/201

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٢٠٠ -

انكسرت رجله، وقتل كثير من أصحابه، وعاد بقية الجيش إلى ابن الأغلب مذلولين (مهزومين) إلى القيروان.

وهذا قول سلطان القوبع، ولكنه في سنة (٢٣٦هـ/ ٨٥٠م) خرج إليه فـي جيش كثيف خفاجة بن سفيان وقاتله قتالاً شديداً، وقتل أصحابه مقتلة عظيمة، وانتهى اللقاء بانهزام القوبع، الذي قبض عليه، وضربت عنقه، وحز رأسه وحمل إلى الأميـر محمد، الذي كان كافأ قاتله وأحسن إليه.

ولم تستسلم مدينة تونس بسهولة بل تطلب الأمر من خفاجة دخولها بالسيف (أي عنوة) في يوم السبت ۱۰ ربیع الأول، وسبى فيها "ثم عاد بالجيش إلى القيروان فكساه الأمير ابن الأغلب"1 .

أهم أعمال الأمير محمد العمرانية:


أهم الأعمال العمرانية التي تعزى إلى الأمير محمد هي: بناؤه للقصر الـذي كان بسوسة في سنة ٢٣٠هـ / ٨٤٤م كما ينص على ذلك النويري 2 .

ويمكن أن نستشف من رواية ابن الأثير التي تقول أن الأمير محمد قام ببناء مدينة غرب تاهرت سماها العباسية، أن العلاقة بين الأغالبة والرستميين الخوارج كانت قد توترت الى حد كبير. لأن العباسية هذه التي أسست قرب تاهرت كانت بمثابـة قاعدة عسكرية يهدد منها الدولة الرستمية، ولذلك فقد دبر الرستميون تخريب المدينـة. فالرواية تقول "فأحرقها أفلح بن عبد الوهاب الإباضي3 . ثم تضيف الرواية أن أفلح كتب يعلم الأمير الأموي صاحب الأندلس (عبد الرحمن بن هشام) بذلك، وأنه بعث إليه مائة ألف درهم جزاءً له على فعله 4.

ازدهار المذهب المالكي على أيام محمد بن الأغلب:


إلى جانب عناية الأمير برباطات العباد، كان معاصراً لعدد من أئمة المالكيـة من أهل إفريقية مثل: عبد الله بن أبي حسان اليحصبي.

ومن مفاخر الأمير محمد كما يقول ابن الخطيب أنه عمد بقضاء القيروان إلى إمام


  1. ابن عذاري، البيان، ج ١، ص ١١٠.
  2. النويري، المخطوط، ج ٢٢، ص ١١٥ أ.
  3. ابن الأثير، الكامل، ج ٦، ص ٩٦، أحداث سنة ٢٢٦.
  4. ابن الأثير، الكامل، ج ٦، ص ۹٦.