صفحة:مجلة المنار - المجلد 01.djvu/4

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
مقدمة الطبعة الثانية للمجلد الأول من المنار

المنار محمود سامي باشا البارودي والآخر سوري من قرائه ، قالا كلمتهما، التي تواردت عليها خواطرهما ، ولا تعارف بينهما ، قالا ان المسلمين سيبحثون عن هذا المنار ويعنون بإعادة طبعه بعد خمسين سنة . وان أدري أ كانا يظنان حين قالا كلمتها ان المسلمين لا يستيقظون لطلب هذا الاصلاح الا بعد خمسين سنة ، أم كانا يعنيان ان المنار لا بد ان يكون قد بطل في هذه المدة بموت صاحبه أو عجزه، فيبحث الناس عنه لأنهم في الغالب لا يعرفون قيمة الشيء الا بفقده ، ولا يعترفون بقدر العامل الا من بعده ، ?

أمل المسلمين خير مما ظنا فيهم، ولعل الاجل الذي ضرباه أقرب مما حدده رأيهما ، فها نحن أولاء قد أعدنا طبع مجموعة السنة الاولى ، ويوشك أن نعيد طبع الثانية والثالثة أيضا فقد قلت نسخها ، وغلا ثمنهما ، كانت السنة الخامسة للمنار (سنة ۱۳٢٠ ) مبدأ رواجه وسمة انتشاره فمنذ ذلك العهد. صار بعض طلاب الاشتراك يطلبون مجموعات السنين الماضية، كما يطلبها بعض المشتركين السابقين رغبة في حفظ المنار من أوله ، وضنَّا به ان يضيع شيء منه ، حتى اذا قلت مجموعات السنة الاولى رفعت الادارة منها حتى صارت تباع المجموعة الكاملة من تلك السنة بمئتي قرش اي بأربعة اضعاف ثمنها الاصلي، و بيعت المجموعة الناقصة بضعة اعداد فأكثر الی ۱۲ و ۱۳ عددا بمثة قرش ولما لم يبق عندنا مجموعة معدة للبيع إلا وهي ناقصة اكثر من ١٥ عددا، وكثر الطلب واقترح علينا إعادة طبع السنة كلها، شرعنا في طبعها في النصف الاول من سنة ١٣٢٥ و هي السنة العاشرة وقد تم الطبع في النصف الاول من هذه السنة وهي السنة الثانية عشرة