صفحة:مجلة المنار - المجلد 01.djvu/34

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٣٤
(المنارة ٢-١)
القول الفصل في سعادة الامة

يستند على هذه العصا أيضاً ويقول « شوطالع باليد ، وربما أردفوها على سبيل الاحتجاج بهدا النص الشريف ) ليس لها من دون الله كاشفة )

كلمة حق أريد بها باطل وتمسكهم بها عرض زائل ارأيت ان الملت سلمة بشؤنهم الخاصة كيف يجتهدون بتلاقيها بما يستطيعون من الأسباب بل ويتعدون الاسباب الطبيعية الى ماليس بسبب أصلا ويتخذون الوسائل الوهمية التي يأباها الشرع وينبذها العقل كالاستعاذة بالعوالم غير المنظورة من الجن والشياطين والاستعانة بالأموات من العلماء والصلحاء. يخاطبون هؤلاء لدى اجدائهم ويستنهضون هممهم بالصباح والصراخ وتقديم هدايا الفواتح . ويستنفرون أولئك بالعزائم والطلاسم واحراق البخور في المخامر ويستنبون عن حقيقة الامور بخطوط الرمل أو الطرق بالحصا وحبوب القول ويتعرفونها من الدجاجلة والعرافين

فتيين لكم كيف ان هؤلاء الحمقى قد جمعوا بين ذاهب المبتدعة على تضادها وتباينها وتخطوا أوساط الأمور الى طرفي الافراط والتفريط فهم جبرية بإزاء المصالح العامة وقدرية تلقاء منافعهم الخاصة

وقد نظرت في التاريخ سير العلوم واختبرت حالتها اليوم فرأيت العلماء الباحثين في مسائل الجير والقدر والكسب قصروا انظارهم على مفهومات هذه الانفاظ و تقلفوا فيها ولم يلتفتوا إلى ما تحدث هذه العقائد في الارادة من الآثار وما يتبع تلك الآثار من الاعمال وما ينشأ عن تلك الاعمال من ضعف أو قوة فينبهوا الامة عليه

ألفوا فيها المتون والشروح وعلقوا عليها الحواشي والتقارير فمازادت الأمة تأليفهم الاحيرة واشكالا وكانوا كجواب المجاهيل ينذ أحدهم السير