صفحة:مجلة المنار - المجلد 01.djvu/31

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(المنار٢-١)
۳۱
القول الفصل في سعادة الامة

القول الفصل

محاورة في سعادة الامة١

نظر بعض أصحاب الافكار الصافية والعقول النيرة في كتب التاريخ نظر التأمل والاعتبار ووقف على شيء من أحوال الامم في اطوارها وأدوارها من بداوة وحضارة وهمجية ومدنية وقوة وضعف وصعود وهبوط وغلبة وانقلاب ونحو هذا من الصفات المتقابلة والشؤون المختلفة فخدا بهمته النظر بعين البصيرة الى طلب النظر بعين البصر والسير في الارض المشاهدة آثار العالمين و تطبيق ما يرى على ما علم فضرب في الارض شرقاً وغرباً وخالط الاسم عجبا و عرباً واكتنه الاخلاق واختبر العادات وشاهد سير العلوم والفنون ووقف على امهات الصنائع والاعمال وسير قوى العقول والافكار ثم شرع في المقابلة والتنظير فتجلى له ان الاستعداد الفطري والقوى الطبيعية في تلك الامم واحدة وان اختلاف الحالات لم يأت من اختلاف المدارك والتفاوت في الاستعداد وان انتهى الى درجة يكاد يلتحق بها فريق بالعجماوات ويخرج من عداد الانسان ويرتقي بها فريق آخر عن النوعية الآدمية الى مصاف الملائكة وانما جاء من أمور عارضة وظروف خارجية . وأعمل فكره في معرفة مناشيء هذه العوارض وعلل هانه الطواريء وارتقى في الاسباب الكثيرة وتبصر في تأثيرها فعرف

كيف يمكن اتقاء العوارض المضرة وازالة الطوارىء التي دفعت في صدور


  1. نشرت في فاتحة العدد الثاني الذي صدر في يوم الثلاث ٢٩ شوال سنة ١٣١٥هـ