صفحة:مجلة المنار - المجلد 01.djvu/15

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(المنار ١ -١)
١٥
اصطلاحات كتاب العصر

الالفاظ حيناً بعد حين لان الكثير من القراء غير عارفين بها على الوجه الذي نستعمله وبالمعنى الذي يفهمه العارفون وقد مر منها في فاتحة هذا العدد لفظ الطبيعة. والطبيعي. والنواميس الطبيعية. وقوى الطبيعة. والكفر

أما لفظ الطبيعة فقد كان فيما مضى مما لا يكاد يستعمله الا الاطباء والصوفية والفلاسفة وأكثر من كان يستعمله الاطباء ويطلق لفظ الطبيعة عندهم على عدة معان على الهيئة التركيبية وعلى المزاج الخاص بالبدن وعلى القوة المدبرة وعلى حركة النفس وربما أطلقت الطبيعة على النفس الناطقة باعتبار تدبيرها للبدن والطبائع الاربع في عرف الاطباء والطبيعيين الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة . وكان يطلق لقب الطبيعي على فرقة تعبد الطبائع الاربع وعلى من ينسب كل شيء للطبيعة كما يطلق على صاحب العلم الطبيعي . وقد عرف السيد الجرجاني ( قدس سره ) الطبيعة بالقوة السارية في الاجسام بها يصل الجسم إلى كماله الطبيعي وكان الصوفية يستعملونه في غير هذا المعنى أيضاً وليس بين يدي الآن شيء من كتبهم أراجعه في ذلك

وأما لفظ الطبيعة اليوم فهو كثير الدوران على ألسنة جميع الكتاب في الفنون العلمية والادبية حتى الشعراء والمترسلين ويجرونه على معناه اللغوي وهو المخلوقات أو الحالة التي هي عليها

وبيان ذلك ان الطبيعة في اللغة بمعنى الخلقة والخليقة والفطرة تخلق الله الاشياء وفطرها وطبعها بمعنى واحد واذا قلنا ان هذا الشيء تقتضيه طبيعة الاجتماع الانساني فهو كما اذا قلنا تقتضيه فطرة الله التي فطر الناس عليها بلا فرق وحاصل القول ان لفظ الطبيعة حيث اطلق فالمراد به الحالة التي طبع الله الموجودات عليها أي خلقهم وتطلق على الموجودات أنفسها