صفحة:كلنبوي على إيساغوجي.pdf/6

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(٦)

والثبات عليه وأمّا طلب الترقي والتدرج إلى أن بلغ إلى قصوى مراتب الكمالات التي هي مرتبة المشاهدة والوصول والواو إِمّا عاطفة فتكون جهة المسئلة معطوفة على جهة الحمدلة وإمّا حالية فتكون حالاً من الضمير المستكن في نحمد والتقدير نحمد الله على توفيقه سائلين منه الدوام والثبات على طريقة أو الترقي والتدرج في مراتب الكمالات.

ثم لما وجب الصلوة على النبي وأصحابه رضي الله عنهم عقلاً لتوسطه 1 بيننا وبين الله تعالى وتسببه في طرفنا بنعمة الإيمان الذي يقتضي الفلاح والنجاة من النيران والدخول والخلود في دار الجنان ومشاهدة جمال الرحمن ولمعاونتهم 2 له عليه الصلاة والسلام في ظهور الإسلام وشيوعه.

وشرعاً لقوله تعالى ﴿يَـٰۤأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا.

ولما بين النبي عليه الصلاة والسلام كيفية الصلاة عليه حين سئل عنه بقوله «قولوا اللهم صل على محمد» الحديث 3 ولما روي عنه أنه قال «كل كلام لم يصدر بالصلوة على فهو أبتر» أراد المص رح إرداف التحميد بالصلوة عليه وعلى آله سالكاً إلى نهج تحميده فقال (وَنُصَلَّي عَلَى مُحَمَّدِ وَعِتْرتِهِ) الصلوة الدعاء وإذا أضيف إلى الله تعالى تكون بمعنى الرحمة باعتبار غايتها التي هي من الأفعال لا باعتبار مبدأها الذي هو من الانفعالات وعترة الرجل نسله ورهطه الأدنون كذا في الصحاح الجوهري والمراد هو الآل والأصحاب ولو قال نصلى ونسلم على محمد وأصحابه ممتثلاً لظاهر ما نزل وموافقاً لما اشتهر لكان أولى وأظهر.

(وَأَمَّا بَعْدُ) أما كلمة فيها معنى الشرط أصلها مهما يكن من شيء فحذفت مهما يكن من شيء وأقيمت هي مقامه فلتضمنها معنى الابتداء لزم دخولها على الاسم ولتضمنها معنى الشرط غلب دخول الفاء في جوابها قضاء بحق ما كان وإبقاء له على قدر الإمكان.

وبعد ظرف من الظروف المكانية لكن استعير ههنا للزمان على


  1. قوله لتوسطه بيننا ناضر إلى وجوب الصلوة على النبي عليه الصلوة والسلام
  2. قوله ولمعاونتهم ناظر إلى وجوب الصلوة على الأصحاب
  3. قوله لقوله تعالى ناظر إلى وجوب الصلوة على النبي عليه السلام وقوله لما بين ناظر إلى الأصحاب

(ما اشتهر)