صفحة:كلنبوي على إيساغوجي.pdf/21

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(٢۱)

المفرد فلكل من الجنس والنوع مراتب ثلاثة باعتبار الترتيب وواحدة بعدمه ثم إن النوع السافل يباين جميع مراتب الأجناس لأنه نوع حقيقي هو يمتنع كونه جنساً وأن الجنس العالي يباين جميع مراتب الأنواع لأنه ليس فوقه جنس فيمتنع كونه نوعاً وإن كل نوع أعم مما تحته مطلقاً وكل جنس كذلك وهو ظاهر (وَ) الكلي (إِمَّا غَيْرُ مَقُولٍ فِي جَوَابِ مَا هُوَ بَلْ) هو (مَقُولٌ فِي جَوَابِ أَيُ شَيْءٍ هُوَ فِي ذَاتِهِ) والمقول في جوابه شيئان المميز الذاتي وهو المميز عن المشارك في الجنس والمميز العرضي وهو المميز عن المشارك في العرض العام فإن قيل السؤال بأي شيء هو في ذاته فالمقول هو الأول (وَهُوَ الَّذِي يُمَيِّزُ الشَّيْءَ عمَّا يُشَاركُهُ فِي الجْنْسِ كَالنَّاطِقِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْإنْسَانِ وَهُوَ) أي المميز عن المشارك في الجنس (الْفَصْلُ) وإن قيل أي شيء هو في عرضه فالمقول في جوابه هو الثاني وهو الذي يميز الشيء عما يشاركه في العرض العام وهو الخاصة وإن قيل أي شيء هو بلا تقييد فالمقول في جوابه يصح أن يكون فصلاً وخاصة والعرض العام لا يصلح الجواب أصلاً لا لما هو ولا لأي هو لأن الأول إنما يطلب تمام الماهية والثاني إنما يطلب المميز كما عرفت ولا شك أن العرض العام من حيث هو عرض عام لا يصلح لشيء منهما (وَيُرْسَمُ) أي الفصل (بِأَنَّهُ كُلَّيُّ) جنس (يُقَالُ عَلَى الشَّيْءِ فِي جَوَابِ أَيَّ شَيْءٍ هُوَ) يخرج الجنس والنوع والعرض العام (فِي ذَاتِهِ) يخرج الخاصة وهو أعني الفصل قريب أن ميز الماهية عن مشاركاتها في الجنس القريب كالناطق وبعيد أن ميزها عن المشاركات في الجنس البعيد وله مراتب في البعد بحسب مراتب الجنس وإنما نبهنا على أقسام الجنس والفصل والنوع إجمالاً مع أن الشراح لم يتعرضوا لذلك لعموم الفائدة ولتوقف القول الشارح على ذلك.

اعلم أن ظاهر كلام المص ههنا مبني على مذهب القدماء فإنهم ذهبوا إلى أن الفصل إنما يميزها عن المشاركات في الجنس حتى