صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/94

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۹۰ نار الجحيم إلى غير ذميمة وخذى إليك مصارعي في مرقدي سم حيران أنظر في السماء وفي الثرى وأذوق طعم الموت غير مصرد أروى وأظها ، عذب ما أنا شارب في حالتي نقيع الأسود وتعيد لي الذكرات سالف صبوتی شـــــــوهاء كاشرة كما لم أشهد مسخت شمائلها وبدل سمتها وبدت بوسم في السعير مخلد يا صبوة الأمس التي سعدت بها روحي ، وليت شقيها لم يسعد وعرفت منها وجه أصبح ناضر ورشفت منها ثغر ألعس أغيد سو محت بل جوزيت كيف وعيت لى بالأمس فيك ضراوة الذئب الصدى سومحت بل جوزيت كيف طويت لى زرق الأسنة في الإهاب الأملد أمسيت حربي في الظلام ، وطالما جليت لى وجه الظلام المربد ورجعت أهرب من لقاك وطالما ألفيت عندك في الشدائد مقصدی ما كان من شيء يزيد تنعمي إلا يزيد اليـوم فيـك تلددى والويل من طول التردد في غد معا أواه من أمسى ومن يومى أهب الخلود كرامة لمبشرى أن ليس يومي في العذاب بسرمد وأبيع حظى في الحياة بساعة أنسى بها عمرى كأن لم أولد وأسوم مرعى العيش غير مزود وأرود روض الحسن غير مقيد هنا تحس تدفق الحيوية ، وصرخة النفس الحية ، وارتفاع الإيقاع وعمقه وقوته كذلك ، تتناسق جميعها في تصوير هذا الشعور الناصر ، الذي يعتلج في نفس الشاعر ، وهو شيء آخر غير تلك التأملات التجريدية التي مر بك نموذج منها . وليس من الحتم أن يكون الشعر لوعة لامجة كهذه اللوعة ليبلغ العقاد . فاسمعه يقول في طلاقة مرحة . ولكنها ذات نبض عال من الشعور المتدفق ، وفي إيقاع كذلك راقص : قته عند