صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/90

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ٨٦ - ويهدر ركامه ويدفع ما أمامه ، جبار عنيد ، يشتد هديره ، ويزداد نذيره ، وهو ماض في سبيله على نغماته الدائمة التي لا تهدأ ولا تسكن معجزة « وكان فناناً ، فكان يرضى نفسه قبل كل شيء ، تهتف به فیلبیها وتناديه فيجيبها ، وتحدثه فيقبل عليها ، ثم يستمع إلى نبراتها الخافتة التي لا تكاد تبين ، ويتحسس سكناتها الصامتة التي تخفى في قرارة المعين . فإذا فرغ إلى نفسه مرة أخرى ، رددها في أسلوب مقصح مبين ، أو سجلها عليها كلمات تنحدر من عليين ، أوأعادها إلى نفسه ليؤكد لها ماجاشت به من قول مخلص أمين» . وعلى ما في هذا التصوير لطبيعة حافظ وطريقة أدائه من تناقض واضح بين بعضه وبعض ، واندفاع في سجعات رنانة قد تفوت الدقة على الأداء ، فإنها في صميمها تخالف صورة حافظ وطبيعته التي يستشفها قارىء الغزليات . وهبني مخطئاً في هذا لأن النص الفارسي ليس في متناول يدى ، فها هو ذا تصوير الدكتور عزام لأسلوب حافظ يؤيدني . وأغلب الظن أن التوفيق هنا لم يحالف الدكتور إبراهيم أمين . وأسلوب الترجمة ؟ 6 ربما لم أكن صاحب حق في نقده – ككل من لا يعرفون الفارسية - ولكن هذا لا يمنع من التعبير عن إحساسي بأن روح حافظ المشرقة اللطيفة ، كانت تخبو وتخنس في بعض الأحيان ، ثم تبقى من وراء الألفاظ توصوص وتشير في جهد إلى جوهرها اللطيف . 1 وقد نقل المترجم بعض « الغزليات » القليل نظماً ، ونقلها جميعها نثرا فأحسن في هذه الخطة كل الإحسان . فالنظم باللغة العربية عسير محتاج إلى هبة خاصة ، ولعله يكون أعسر حين يراد