صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/48

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ـ 44 ـ الوعي في الشــعر هل يستمد العمل الفني عناصره كلها من معين الوعي والذهن . أم هل يستمد عناصره كلها من ( وراء الوعى ) وينابيع الالهام . أم هل يزاوج بين الوعى وما وراء الوعى ، ويستعين بهذه القوى وتلك على السواء ؟ ا للاجابة على هذه الأسئلة يجب ألا نستشير القواعد النظرية وحدها ، فهذه القواعد قد تقودنا إلى منطق ذهني بعيد عن الواقع العملي ، إنما يجب أن نستشير كذلك التجارب العملية التي عاناها بعض رجال الفن ، فلا نقضي في الأمر ، في غيبة عن شهوده المجربين ! وحين نقول : ( عناصر العمل الفني ) لا نعنى أن هذه العناصر منفصلة ، أو أنه يمكن البحث عن كل : عند منها على انفراد . ولا نقع في الغلطة التي وقع فيها القدماء كما وقع فيها كثير من المحدثين ، حينها راحوا يقسمون الكلام الفنى إلى لفظ ومعنى ، ثم راحوا يتجادلون . أيهما يكون فيه الابتكار ، وبه يكون تقويم الكلام . ذلك جدل لا يؤدي إلى شيء ، فالعمل الفنى كله وحدة لا يقوم أحد عناصرها بذاته ، ولا يرى منفصلا عن بقية العناصر فإذا نحن عن العناصر المختلفة ، فذلك مجرد فرض يسهل علينا الفهم والتصور . تلك حقيقة أود تقريرها بقوة ، وعندئذ لا يصبح من الخطر أن تحدثنا نتحدث عن عناصر العمل الفني المسمى بالشعر كل من عانى نظم الشعر يعرف أن هناك مراحل يتم فيها هذا النظم . وسرد .