صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/207

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۰۳ - موسومة بهذه السمة التي عبرت عنها في تلك الفقرات ، إلا أن الشقة بينها وبين أعمال المؤلف الشاب بعيدة ، فهي وثبة واسعة المدى ، لا بالقياس إلى جميع أعماله ، بل بالقياس إلى أقصى ما كان يتوقعه الناقد لهذه الأعمال ! وقبل أن أبعد في طريق التعميم أخصص ماذا أعنى بأنه وثبة واسعة المدى : تحتوى هذه المجموعة على اثنتي عشرة أقصوصة ، وقد صدرها المؤلف ببحث مختصر مفيد عن الرواية والأقصوصة يؤلف مع الفصل الذي احتوى عليه كتاب « فنون الأدب » عن القصة والمسرحية تأليف « ه . ب تشارلين وتعريب الأستاذ زكى نجيب محمود . والفصل الذي كتبه الأستاذ محمود تيمور عن « فن القصص » كل ما تحويه المكتبة العربية تقريباً عن هذا الباب الضخم من أبواب الأدب : باب القصة ! .... ... هذه المجموعة أقصوصة طويلة بعنوان « وسوسة الشيطان » تستغرق وهذه هي أكثر من ثلاثين صفحة ، وهي الأقصوصة الرئيسية في المجموعة الأقصوصة الفذة البارعة في المجموعة ، وفي أعمال المؤلف كلها منذ أن أخذ يكتب وينشر . أما بقية المجموعة فشيء عادي فيه الخطأ وفيه الصواب ، وبعضها تبدو فيه المجلة التي لا تغتفر لمن يملك أن يخرج مثل هذه الأقصوصة الرئيسية ! وهذه الأقصوصة هي التي فاجأتنى مفاجأة تامة ، جعلتني أعاود النظر في كل ما قرأته للمؤلف ، لعلنى أكون قد أخطأت في تقديره أول الأمر ، أو لعل بعض كتبه التي لم أكن قرأتها يوحى بهذه الوثبة الواسعة ! ثم عدت بعد هذا كله مقتنعاً بأنها وثبة واسعة ، ومفاجأة كاملة ! وقادتني هذه المفاجأة إلى أن أراجع كل ما تحويه مكتبتى من الأقاصيص المؤلفة باللغة العربية – وهي تكاد تشمل كل ما تحويه المكتبة العربية في هذا الباب – فوجدت هذه الأقصوصة تكاد تقف وحدها متفردة بين هذا الحشد من الأقاصيص . ذلك حين نستثنى أقصوصة : « قنديل أم هاشم »