صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/194

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۹۰ - قــــديل أم هاشم ليحى حـقى أوه ! يحي حتى ! أين كانت كل هذه الغيبة الطويلة ؟ وفيم هذا الاختفاء العجيب ؟ لست أذكر متى قرأت له أول أقاصيصه ؟ إنه عهد طويل . حتى لقد نسيته اللولا « قنديل أم هامش » ! كل ما أذكره أنه من زملاء تيمور الأوائل في بناء صرح الأقصوصة هو وطاهر حقى وحسين فوزى . ولكن هؤلاء كلهم كسالى ! تيمور ، ويحيى حقى : برهان حى على أن النبوغ وحده لا يكفى ، ولا العبقرية أيضاً . لا بد من الدأب والثبات والمثابرة ليكون الإنسان شيئا مذكوراً . وإلا فأين فن تيمور من فن حقى ! ثم أين مكانة حقى من مكانة تيمور ! حقى رجل كسول . مهمل . يستحق التعزير على تفريطه في موهبته الفذة وتيمور رجل دءوب ، مجتهد . يكتب . ويكتب . ويكتب . ولا بد أن يصادف في ذلك الكثير الذي يكتبه شيء ذو قيمة !

في « قنديل أم هاشم» بذرة فن جديد بل ثمرة فن جديد . ثمرة حلوة كاملة ناضحة عبقرية ! كانت البذرة في « عودة الروح » وفى « عصفور من الشرق » لتوفيق الحكيم ، وهي هنا « الثمرة » في « قنديل أم هاشم » تلك الأقصوصة الصغيرة ! )