صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/111

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۰۷ يحسبها ضيفا يفارق الحياة بعد المصافحة الأولى ، ولا يعلم أنها هي صاحبة الدار وأنها هي هي الحياة ؟ » . وأنا لا أقول : إن العاطفة تنتهى بانتهاء المفاجأة ، وتغادر دار الحياة بمجرد انقضاء الشباب . ولكني أقول : إن وهلة المفاجأة ، وتهاويل الحلم ، وغمرة الانخداع هي أجمـل ما في العاطفة ، وأروع ما في الإحساس بالدنيا والحب والحياة ، وإنه حين تنكشف هذه الغشاوة لا تذهب العاطفة ولا تموت . ولكنها تبهت ، وتفقد سحرها وروعتها . وأن الوصف الأول في الصورة المتوهجة التي المفاجأة هو أخلد وصف وأجمله وأحياه . يضفيها سحر والعقاد نفسه ، هو الذي يقول في « أعاصير مغرب » : برئت من غش نفسى وليــــــتى ما برئت ما العمر محض نهار في العمر للغمض وقت وأجمل وقت في العمر هو وقت الغمض ، الذي تنساب فيه الرؤى ، وتطرق فيه الأحلام .