في ما يكتبون لانهم ابرياء من قواعد العربية وطرق اسايبها. داء عضال ليس له علاج الا حرية الانتقاد. ويا حبذا لو امكن التصريح
فالآن قد فتحنا هذا الباب ومهدنا هذا المضمار ليتسابق فيه فرسان الفصاحة والبلاغة من علماء وادباء وشعراء ومترسلين قاصدين بذلك تحقيق المعارف ونشر الفوائد المكتومة في صدور كثيرين من المتبحرين في لغتنا الشريفة. فنثبت كل رسالة فيها فوائد انتقادية خالية من الطعن خلوًا تامًا لان جد المقصد من هذه المباحث الاستفادة والاقادة وترويض الافكار وتثقيف الاقلام. وليبدأ انل النقد بمنشوراتنا فنتلقى انتقادهم بخلوص نية ونثبته عن طيب خاطر ونشكر فضلهم على ما ينبهونا اليه من الهفوات من اي باب كانت علمية او ادبية او اصطلاحية. فاذا وجدنا في انتقادهم صوابًا بحسب ادراكنا صوَّبناه والا دافعنا الدفاع اللائق باهل الذوق والادب غير معرّضين ولا موارين ولا مماحكين
واما كيفية انتقادها فلا نصرّح بها باسم المولف او الكاتب او الشاعر بل نقول راينا في بعض الكتب او الجرائد ما هو مذا وكذا ونورد ما لنا فيه من الملاحظة اذ لا يليق بنا اهل هذا العصر ان نخدع غيرنا بخدع انفسنا اي بان نثبت مدح كتاب او قصيدة او نبذة علمية مع ان السكوت عن ذلك اولا ولا ان نغضّ طرفًا عما يستحق الثناء لان كاتبه ليس في رتبة علية من الثروة والجاه والنفوذ
وكثيرًا ما راينا اطراءً في تقريظ منشورات ليست من الفضل في شيء ومثل ما يقال فيها يقال في المنشورات التي هي اليق بالثناء. وبذلك قد اختلط الغثُّ بالسمين وخدعنا انفسنا بتمثيل الحسن بالقبيح. افلا تسوء اهل الثوق هذه المداهنة افلا يكدر هذا المأنذ انفس الذين يجيدون في ما يكتبون ثم لا يرون المقرظين اظهروا فرقًا بين ما تخط اقلامهم واقلام