انتقل إلى المحتوى

صفحة:كتاب لسان غصن لبنان في انتقاد العربية العصرية.pdf/25

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
﴿٢٢﴾

جلا واوي في المشهور. وبالياء لغة ضعيفة وليست هنا ضرورة – «حتى اذا طأطأ المتَّهم راسه تتاكل الغيرة فواده من رتبة زعيمه» الفعل هنا لغير المشاركة لكنه لازم والمشهور ان تأكَّل يسند الى السن فهمي متأكلة ولم يسمع تاكلت النار او الغيرة على التشبيه بالنار فهو هنا في غير محله. واما من فالظاهر انها متعلقة في الغيرة التي هي مصدر وفاعل الفعل لكن الفصل بين الفاعل ومتعلقه بالمفعول غريب جدًّا—«في المهنة التي قمت فيه» اذا اريد بفعل القيام الوجود يجب ان يكون رباعيًا فيقال أَقمت في الموضع الفلاني لا قمت غير ان المراد هنا على ما يظهر اتمام العمل فيقال قام فلان بالعمل الفلاني و يقوم بأعباء المصلحة ولا يقال يقوم في اعباء المصلحة. وكثيرًا ما يستعملون في عوض الباء السببية او الواسطية او التي للتعدية فيقولون مثلًا كان ذلك او حصل في مساعي فلان اي بواسطة مساعيه. وسناتِي بما نعثر عليه من هذا القبيل — «انت تستهدف الرجل الاسمر» لم يسمع استهدف متعديًا — «اختلق فيها الاحاديث ما يوهم» الكلام في ما هذه كما في المارّ ذكرها — «في تلك الليلة التي كانت جاهرت بقولها عن ابنها» فضلًا عن ركاكة جاهرت في هذا المقام يلزمك ايها القارئ اعظم مكرسكوب (او على راي البعض مجهر) حتى ترى العائد على الموصول. فمن يجده أعطه ثيابي — «خبيرًا في مواضع الصيد» تقول العرب انا خبیر به لا فيه ولو سمع بصير في المسألة فلا يقاس على ذلك .وتضمن بعض الحروف معنى البعض لا احسبه الَّا سماعيًّا «وكان على رغم ما تحلى به من الصفات» تقدم الكلام على لفظة رغم. فليراجع — «ولي ولد يتأسى بابيه» المعروف ان معنى تأسَّى تعزَّى بمصيبة غيره فما معناها هنا — «كان يعبأ بالوهم اكثر منه في الحقيقة» المشهور في عبئ ان يقرن بالنفي فيقال هذا امرٌ لا يعبأ به اي لا يبالى او لا يكترث. واما اكثر منه في الحقيقة فصوابه