وهي التعريب والخطأ في قواعد العربية واستعمال بعض الفاظها في غير محله
فاما التعريب فهو صناعة دقيقة تقتضي جودة المعرفة في اللغتين اي العربية والفرنجية ولكوني اعرف اللغة الفرنسوية يكون بحثي في ما يترجم منها فالذي يترجم منها الى العربية لا يمكنه ان يجيد الترجمة ويؤدي المعاني الصحيحة ما لم يكن كثير المطالعة في كتبها الفصيحة والاختبار في معاني مفرداتها وفهم مجازها وكناياتها والا فهو يخبط خبط عشواء فيضيع المعنى ويأتي بالفاظ عربية الاحرف لكنها غير مفهومة عند ابن العربية . وكذلك يلزمه ان يكون عارفًا خبيرًا باصطلاحات العربية ومجازها وكناياتها واساليب تراكيبها والا فيكون كالماشي في وحل لزج يتلبك وبتحير وهو يظن نفسه ماشيًا مشية مستقيمة . ولا يجهل احد ان لكل لغة اصطلاحات واساليب خاصة لتأدية المعاني فلا يصح اتخاذ الاسلوب الافرنجي بصورة عربية ولا العربي بصورة افرنجية . فالفرنسويون يقولون مثلا c’est bien connu comme bonjour فهل يصح أن نترجمها حرفياً ونقول هذا . معروف جيدًا مثل صباح الخير . ورايت في بعض الكتب هذه العبارة «البرهان دون كفي» فعرفت انها في الاصل الفرنسوي J’ai la prejve sous la makn لكن العرب لا يقولون هكذا ولا يستعملون دون وكف بهذا المعنى بل يقولون حجتي بيدي او نحو ذلك .وسناتي على عدة عبارات سقيمة الترجمة ونوضح كيفية تعريبها ومن ذلك يعرف ان يجب ان يكون خبيرًا في اساليب اللغتين . وهذا الذي حملني على وضع كتاب سميته صناعة التعريب جمعت فيه امثال اللغة الفرنسوية وكناياتها وعربتها بما يرادفها من اللغة العربية وهو حتى الآن غير مطبوع
واما الخطأ في قواعد الصرف والنحو والبيان ولا سيما في استعمال