صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/46

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
شعراء اليمن (كندة)

الا إِنَّ بَعدَ العُدمِ لِلمَرءِ قَنوَةً    وَبَعدَ المَشيبِ طولُ عُمرٍ وَمَلبَسا(1)

قال: فلما صار إلى بلدة من بلاد الروم تدعى نقرة احتضر بها فقال (من مجزوء الكامل):

رُبَّ طَعْنَةٍ مُثْعَنْجِرَهْ
وَجَفْنَةٍ مُتَحَيِّرَهْ(2)
وَقَصِيدَةٍ مُحَبَّرَهْ
تَبْقَى غَدًا في أَنْقَرَهْ(3)

وراَى قبر امرأة من ابناء الملوك ماتت هناك فدفنت في صفح جبل يقال لهُ عسيب، فسأل عنها فأخبر بقصتها فقال (من الطويل):

أجارَتنا اِنّ المزار قريبُ وانيّ مُقيمٌ ما اَقامَ عَسيبُ
اَجارتنا اِنّا غريبان ههُنا وكُلُّ غريبٍ لِلْغَريبِ نَسيبُ

ثم مات فدفن الى جنب المرأة فقبره هناك. ويروى لهُ ايضاً عند وفاتهِ قوله (من الوافر):

الا أبلغ بني حجر بن عمرو
وابلغ ذلك الحيّ الحديدا
بأني(4) قد هلكت بأرض قومٍ
سحيقا من دياركم(5) بعيدا
ولو أني هلكت بأرض قومي
لقلت الموت حق لا خلودا
أعالج ملك قيصر كل يوم
واجدر بالمنيّة أن تقودا(6)
بارض الشأم لا نسب قريب
ولا شاف فيسند(7) أو يعودا
ولو وافقتهن(8) على اُسيس
وحاقة(9) اِذ وردن بنا ورودا

(1) قوله: (الا ان بعد العدم للمرء قنوة) اي بعد الشدة رجاء وبعد المشيب عمر مستمتع وليس بعد الموت شيء من ذلك. وضرب هذا مثلا لنفسه. والقنوة والقنية ما اقتنيت من شيء فاتخذتهُ اصل مال       

(2) ويُروى:      رب خطبة مسحنفره‌     وطعنة مثعنجره       وفي رواية ايضا: كم طعنة مدعثره

(3) وفي رواية:     وجفنة متحيّرة     حلّت بارض انقرة . ويروى: قد غودرت في انقره. ويُروى ايضاً. تلقى غداً. ومتروكة

(4) وفي رواية: وكلني        (5) وفي رواية: من بلادهم

(6) وفي نسخة: تعودا         (7) وفي رواية: فيسدو

(8) وفي رواية: صادفتهنّ        (9) وفي رواية: وخافة