صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/214

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

شعراء نجد والحجاز ( تغلب ) لو منهم وقيل انه كان الامر كما سمعت وساد عمرو بن كلثوم قومه تغلب وهو ابن خمسة عشر. وكان اعز الناس نفسا وأكثرهم امتناعا . وقال الشعر واجاد فيه يقال ان قصيدته المعلقة كانت تزيد على الف بيت وانها في ايدي الناس غير كاملة وانما في ايديهم ما حفظوه منها . وكان خبر ذلك ما ذكره ابو عمر الشيباني قال : ان عمرا بن هند الملك (1) لما ملك ( ٥٦٢ م ) وكان جبارا عظيم الشان والملك جمع بكرا وتغلب ابني وائل واصلح بينهم بعد حرب البسوس واخذ من الحيين رهنا من كل حي مائة غلام من اشرافهم واعلامهم ليكف بعضهم عن بعض. وشرط بعضهم على بعض وتوافقوا على ان لا يبقي واحد لصاحبه غائلة ولا يطلبه بشيء مما كان من الآخر من الدماء . فكان اولائك الرهن يصحبونه في مسيره ويغزون معه فمتى التوى احد منهم يحق صاحبه اقاد من الرهن فرح عمرو بن هند ركبا من بني تغلب وبني بكر الى جبل طيء في امر من اموره فنزلوا بالطرفة وهي لبني شيبان وتيم اللات احلاف بني بكر . فقيل أنهم اجلوا التغلبين عن الماء وحملوهم على المفازة فمات التغلبيون عطشا وقيل بل اصابتهم سموم في بعض مسيرهم فهلك عامة التغلبين وسلم البكريون . فلما بلغ ذلك بني تغلب غضبوا وطلبوا ديات ابنائهم من يكر فابت بكر بن وائل أداءها . فاتوا عمرو بن هند فاستعدوه على بكر وقالوا : غدرتم وتقضتم العهد وانتهكتم الحرمة وسفكتم الدماء . وقالت بكر : انتم الذين فعلتم ذلك قذفتمونا بالعضيهة وسمعتم الناس بها وهتكتم الحجاب والستر بادعائكم الباطل علينـا . قد سبقنا اولادكم اذا وردوا وحملناهم على الطريق اذ خرجوا فهل علينا اذ حار القوم وضلوا . او اصابتهم السموم . فاجتمع بنو تغلب لحرب بكر بن وائل واستعدت لهم بكر. فقال عمرو بن هند : اني ارى والله الامر سينجلي عن احمر اجملح اصم من بني يشكر . فلما التقت جمـوع بني وائل كړه كل صاحبة وخافوا أن تعود الحرب بينهم كما كانت . فدعا بعضهم بعضاً الى العلم وتحاكموا الى الملك عمرو. فقال عمرو : ما كنت لاحكم بينكم حتى تأتوني بسبعين رجلا من اشراف بكر بن وائل فاجعلهم في وثاق عندي فان كان الحق لبني تغلب دفعتهم اليهم وان لم يكن لهم حق خليت سايلهم . ففعلوا وتواعدوا ليوم بعينة يجتمعون فيه . (۱) وقد روي ابن الكلبي انه المنذر بن ماء السماء ۱۹۸ .