صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/178

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱٦٢
شعراء اليمن (ربيعة)

فان يطلع الصّبح المنير فانّني
ساغدو الهوينا غير وان مفرّد
واصبح بكرا غارة صبلميّة
ينال لظاها كلّ شيخ وامرد

فلمّا سكر خرج همّام الى قومه ورجع المهلهل الي الحيّ سكران فرآهم يعقرون خيولهم ويكسرون رماحهم وسيوفهم فقال : ويحكم ما الذي دهاكم . فلمّا اخبروه الخبر قال : لقد ذهبتم شرّ مذهب اتعقرون خيولكم حين احتجتم اليها وتكسرون سلاحكم حين افتقرتم اليه . فانتهوا عن ذلك . ورجع الى النساء فنهاهنّ عن البكاء وقال : استبقين للبكاء عيونا تبكي الى آخر الابد . فظن قومه ان ذلك على وجه السكر . ثم انشد وقال ابن الاثير ان هذا اول شعر قاله في هذه الحادثة ( من الكامل ) :

كنّا تغار على العواتق ان ترى
بالامس خارجة عن الاوطان
فخرجن حين ثوى كليب حسّرا
مستيقنات بعده بهوان
فترى الكواعب كالظّباء عواطلًا
اذ حان مصرعه من الاكفان
يخمشن من ادم الوجوه حواسرا
من بعده ويعدن بالازمان
متسلّبات نگدهنّ وقد ورى
اجوافهن بحرقة ورواني
ويقلن من للمستضيق اذا دعا
ام من لخضب عوالي المرّان
ام لا تسار بالجزور اذا غدا
ريح يقطع مقـد الاشطان
ام من لاسباق الدّيات وجمعها
ولفادحات نوائب الحدثان
كان الذّخيرة للزّمان فقد اتى
فقدانه واخلّ ركن مكاني
يالهف نفسي من زمان قاجع
القى عليّ بكلكل وجران
بمصيبة لا تستقال جليلة
غلبت عزاء القوم والنّسوان
هدّت حصونا كنّ قبل ملاوذا
لذوي الكهول معا وللشبّان
اضحت واضحی سورها من بعده
متهدّم الاركان والبنيان