صفحة:قصيدة - وقعة الفلوجة الثانية - لأبي محمد العدناني.djvu/3

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
وَقْعَةُ الفَلُّوجَةٍ الثَّانِية
 

"أبو محمد العدناني"، الفارس الأبي، معدن الرجولة، وسليل الشهامة، وطلع الكرامة، بلسم کالريحان على الموحدین، سه ناقع شديد الفتك على الكافرين، صاول أعداء الله بلسانه وبنانه وسنانه، فأعذر إلى ربه بعدما أيقظ أمة نامت على حين غرة من صولة.

خاض فارسنا المعارك بشتی طرقها وأساليبها، بشتى أيامها ولياليها، بحرها وبردها، وفصول خريفها، عاصر الأفذاذ، وباشر الجهاد حتى نال المني والأمجاد، واستشهد كما قال عن نفسه ورجال دولته الفتية -

أعزها الله -:

للقتل نسعي کي نجود بمهجة
مابعدها جوفه نعذر
والقتل فينادید وعلامة
عن صدقنا، إن الجبان معمو
مامات مناسید بفراشه
أو كان في سوح الوغى يئأخر


ونعم المقال حين يصدقه بيض الفعال!

ولقد عاصر فارممنا بعض الأحداث التاريخية المجيدة، التي شابهت وقعة بدر، حيث كان المسلمون حينها قلة والكفار کثرة، يفوقونهم عددا وعدة، فلما نجي الله فارسنا؛ أمره إمام من أئمة العصر بتدوین ما رأي وعاين في "الفلوجة" من أحداث وعبر، فما كان من ابن الفصاحة البار إلا أن سل سيف قلمه، وشطر الحروف والكلمات، ورسمها أعذب رسمة بأحلى ما يكون دقة ووصفا، رثاء ومدا لأهل السبق والبلاء والجهاد والاستشهاد، وتثبيتا لمن بعده على الهدى، سائرا على طريقهم؛ أن الكفر مها أرعد وأزبد فهو عندهم كطاغ نمرود على الثرى سبوسد.

﴿فاقصص القصص لعلهم يتفكرون [الأعراف: 176]، ﴿لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب [يوسف: 111]. 3

3