صفحة:قصيدة - وقعة الفلوجة الثانية - لأبي محمد العدناني.djvu/2

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
وَقْعَةُ الفَلُّوجَةٍ الثَّانِية
 



مقدمة الناشر:


الحمد لله الذي أحيا بالجهاد شرائع الدين، ورفع به الشهداء والمرابطين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه قادة المجاهدين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

إن لله رجالا في كل زمان تفتر فيه آثار الرسالة، وتضمحل أنوار الهداية، وتخبو أعلام السنة، فيعيد الرجال شعاع الهدى بأعلام ورايات خفاقة عالية، كالشموع لأهل العتمة، يهدونهم باحتراق أنفسهم واشتعالها.

وإن من بين أهل العلم والتقى والصلاح والجهاد في هذا الزمان، مرعب الكفار ومرهب الفجار، الفارس المغوار، الذي شتي المجد بلسانه وحديد بأسه وسنانه، ذلق الفصاحة واعتلى بالخطابة، وحاز الرتب العلا في ميدانها، خطيب فارس عالم مجاهد، إذا نطق فقد أسمع كل من به صمم، وإذا فعل أبصره كل من به عشی و بعینیه کلل، بل يتسابق أعداؤه قبل أحبابه لسماع كلماته !

حديثه أنغام ذات شجون، حروفه متناسقة متجاذبة، عند النصح عذبة رقراقة، وعند التهديد والوعيد مستأسدة مهابة، شخصية أثارت الجدل، فجادل الكثير حولها حبا و إعجابا وغيظا.

2