صفحة:في ظلال القرآَن (1953) - سيد قطب.pdf/194

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٦ –

﴿أَوۡ كَٱلَّذِی مَرَّ عَلَىٰ قَرۡيَةࣲ وَهِیَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحۡیِۦ هَـٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِاْئَةَ عَامࣲ ثُمَّ بَعَثَهُۥۖ قَالَ كَمۡ لَبِثۡتَۖ قَالَ لَبِثۡتُ يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمࣲۖ قَالَ بَل لَّبِثۡتَ مِاْئَةَ عَامࣲ فَٱنظُرۡ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمۡ يَتَسَنَّهۡۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجۡعَلَكَ ءَايَةࣰ لِّلنَّاسِۖ وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَيۡفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكۡسُوهَا لَحۡمࣰاۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِيرࣱ ۝٢٥٩ [البقرة:259]

﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰهِـۧمُ رَبِّ أَرِنِی كَيۡفَ تُحۡیِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ قَالَ أَوَلَمۡ تُؤۡمِنۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطۡمَئِنَّ قَلۡبِیۖ قَالَ فَخُذۡ أَرۡبَعَةࣰ مِّنَ ٱلطَّيۡرِ فَصُرۡهُنَّ إِلَيۡكَ ثُمَّ ٱجۡعَلۡ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلࣲ مِّنۡهُنَّ جُزۡءࣰا ثُمَّ ٱدۡعُهُنَّ يَأۡتِينَكَ سَعۡيࣰاۚ وَٱعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمࣱ ۝٢٦٠ [البقرة:260]

كان الدرس السابق استطراداً من تكاليف الأمة المسلمة، وما كتب عليها من تضحيات للقيام بهذه التكاليف، إلى حديث عن الموت والحياة؛ في سياقه وردت قصة بني إسرائيل: « إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ». واختلطت في السياق قصة الموت والحياة بقصة القتال والنبوة، واستطرد السياق إلى طرف من قصة داود ...

ونحن في هذا الدرس الجديد نتابع ذلك الاستطراد. نحن أمام حديث عن جماعة الرسل ودرجاتهم ومعجزاتهم، واختلاف الناس من بعدهم، واقتتالهم نتيجة لهذا الاختلاف.

ونحن أمام حديث عن الإنفاق. وكثيرا ما يقترن ذكر الإنفاق بذكر القتال. فهو بذل للمال، والقتال بذل للنفس . ففي الجو اتساق.

ونحن أمام حديث عن « الحي القيوم » الذي « له ما في السماوات وما في الأرض » من أنفس وأموال، ورسل وديانات ، وناس وأشياء.

وعلى ذكر الرسل ورسالاتهم واختلاف الناس من بعدهم واقتتالهم يجيء ذكر المبدأ الإسلامي العظيم في هذا الصدد: « لا إكراه في الدين ».