صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/31

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
–٢٥–

لكم بيوت بمستن السيول وهل
يبقى على الماء بيت أسه مدر

وقال أبو عمرو الشيباني: ومن أمثالهم في الحمق «إنه لأحمق من ترب العقد» والعقد عقد الرمل، وحمقه إنه ينهار ولا يثبت فيه التراب يضرب للذي لا يثبت ولا يستقر على حال.

قال ابن الكلبي: ومن أمثالهم في هذا «إنه لأحمق من دغة» وهي أمرأة عمرو بن جندب بن العنبر1 ووصف من حمقها ما يسمج ذكره، وقال الأصمعي: ومن أمثالهم «أحمق من الممهورة إحدى خدمتيها» وذلك أن زوجها قضى حاجته منها ثم طلقها فقالت أعطني حقي فنزع إحدى خدمتيها وهما الخلخالان من رجلها فأعطاها فسكتت ورضيت.

وتقول العرب للمبالغ في الجنون. جنونه مجنون. سمعت أبا الحسن محمد بن الحسين الحاكم ببوشنج يقول: سمعت جدي عبد الملك بن محمد ابن عدي يقول: سمعت جدي يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: قال الشافعي رحمه الله لبعض أصحابه:

جنونك مجنون ولست بواجد
طبيبا يداوي من جنون جنون

ومنها الضبع وزعموا أنها أحمق الدواب فإنها تشد يداها ورجلاها ويقال لها لست ها هنا فتسكت وترضى. وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: لا أكون مثل الضبع تسمع الدم فتخرج حتى تصاد. وكنيتها أم عامر يضرب بها المثل فيقال: خامري أم عامر، كما قال الشاعر:

فلا تدفنوني إن دفني محرم
عليكم ولكن خامري أم عامر

  1. وفي أمثال الميداني انها مارية بنت وممنج أو منمج ، وفي جمهرة الأمثال للعسكري : قيل هي دويبة وقيل الفراشة لانها تحرق نفسها.