صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/20

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وقيل لآخر: من المجنون؟ قال: من لم يبال ما نقص من دينه بعد أن سلمت له دنياه. وقيل لآخر: من المجنون؟ قال: من لم يأمن على روحه ساعة وهو يسعى في عمارة دنياه. وسئل آخر: من الأخرق؟ فقال: من خرب آخرته بدنيا غيره.

أنشدنا أبو جعفر محمد بن علي الطيان القمي بمرو الروذ قال: أنشدنا محمد بن سعيد بن سهيل الطباخي بالبصرة:

خلقنا لأمر وإن لم نكن
به مؤمنين فإنا لنوكى
وإن نحن كنا به مؤمنين
ولسنا نخاف فإنا لهلكى

وأنشدنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا بن دينار الهلالي قال: أنشدنا عبد الله بن محمد بن عائشة:

ومن كانت الدنيا هواه وحلمه
فذلك مجنون وإن قيل عاقل

قال آخر: المجنون ممن إلتمس رضى الناس بسخط الله عز وجل.

أنشدني أبو الحسن محمد بن محمد بن مسعود بنسا قال: أنشدنا نفطويه، عن الخليل بن أحمد:

إني بليت بمعشر
نوكي أخفهم ثقيل
نفر إذا جالستهم
نقصت بقربهم العقول

ومر صلة بن أشيم بقوم قد اجتمعوا على رجل مقيد، فقال: من هذا؟ قالوا: مجنون، فقال لا تقولوا مثل هذا إنما المجنون مثلي ومثلكم يعمر الدنيا ويخرب الآخرة.

أنشدنا أبو نصر أحمد بن محمد بن ملحان البصري، قال: أنشدنا بشر بن موسى الأسدي:

إلى كم تخدم الدنيا
وقد جزت الثمانينا