صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/135

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
–١٢٩–

بعقد الثقة بك. واجعل جميع خواطري واثقة برضاك. ولا تجعل حظي الحرمان منك. يا أمل الآملين ! قال إبراهيم زارت ريحانة حيونة فلما جن الليل جاء المطر والريح الشديد، ففزعت ريحانة، فضحكت حيونة وقالت لها يا مدبرة العمل. لو علمت أن في قلبي محبة غيره أو خوف سواه لوجأته بالسكين.  

سلمونة 

قال سهل بن سعد: كانت عندنا بعبادان امرأة مجنونة اسمها سلمونة. وكانت تغيب شخصها بالنهار فلا ترى، فإذا كان الليل صعدت السطح وجعلت تنادي إلى الصباح سيدي ومولاي جنبتني عن عقلي، وأوحشتني عن خلقك وآنستني بذكرك، وقد نفيت عن خلقك، فوا أسفاه إن نفيت عنك.  

ميمونة

قال إبراهيم بن الأدهم رأيت في المنام كأن قائلاً يقول: إن ميمونة السوداء زوجتك في الجنة. قال فكنت أطلبها حتى وجدت أثرها بحمص. فطلبتها فقيل إنها مجنونة لا تألف أحدًا. قلت فأين هي ؟ قيل دفعنا إليها أغنامًا ترعاها في الجبانة. فخرجت إلى الجبانة فإذا هي قائمة تصلي، والشاة والذئب في مكان واحد فوقفت متعجبًا، فلما قضت الصلاة قالت يا إبراهيم ! الموعد في الجنة لا هنا. فعجبت من فطنتها فقلت يا سبحان الله ! ألست مؤتمنة على هذه الأغنام ؟ قالت بلى. قلت فلم عطلتيها حتى توسطتها1 الذئاب ؟ قالت سلمتها إلى منشئها. ثم قالت: ارتفعت الحشمة بيني وبين من أنا قائمة بين يديه. فهو الذي رفع الوحشة بين الشاة والذئاب ثم ولت وأنشأت تقول: 

قلوب العارفين لها عيون
ترى ما لا يراه الناظرونا
والسنة بسرّ قد تناجي
تغيب عن الكرام الكاتبينا

  1. في الأصل سوطها ولعل الصواب ما ذكرناه