صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/133

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
–١٢٧–

إذا ما الليل فاجاهم
فهم في الليل رهبان
يميلون كما مال
من الأرياح أغصان

وأيضاً:

أرى الدنيا لمن هي في يديه
عذاباً كلما كبرت لديه
تهين المكرمات بها بصغر
وتكرم كل من هانت1 عليه
إذا استغنيت عن شيء فدعه
وخذ ما كنت محتاجاً إليه

آسية

قال إبراهيم2 ذكرت آسية لعبد الله بن طاهر، فدعى بها، فُأدخلت عليه، فلزمت الصمت خمسة أيام. فقال لها عبد الله أخرساء أنت، مالك لا تنطقين ؟ قالت ولكني أقول: 

قالوا نراك طويل الصمت قلت لهم
ما طول صمتي من عيٍّ ومن خرس
الصمت أحمد في الحالين عاقبةً
عندي وأحسن بي من منطق شكس
قالوا وأنت مصيب لسلت ذا خطإ
فقلت هاتوا أروني وجه معتبس
أأنشر البر فيمن ليس يعرفه
أم أنثر الدرّ بين العمى في الغلس

حيونة

قال راشد بن علقمة الأهوازي كانت حيونة إذا جنها الليل تقول في دعائها: يا واحدي تمنعني بالليل التلاوة، ثم تقطعني عنك بك في ضياء النهار. إلهي ! وددت أن النهار ليل حتى أتمتع بقربك. 

قال سلام الأسود طلعت عليها الشمس يومًا فآذتها فقالت: 

إن كنت تعلم أنني بك واله
فاصرف سموم الشمس عني سيدي

قال فغمت السماء في الوقت. 

قال سلام صامت حيونة حتى اسودت، فعوتبت في ذلك فرفعت طرفها


  1. في الاصل - حانت
  2. لعله ابراهيم بن الأدهم المار ذكره .